العمدة في إعراب البردة قصيدة البوصيري
محقق
عبد الله أحمد جاجة
الناشر
دار اليمامة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
دمشق
تصانيف
ونبات الأرض، وعدد وزن مثاقيل الجبال، وقطر جميع الماء والمطر، وما حوت الأشجار من ورق وعدد الجن والأنس، والأفلاك وعدد الذر والنمل والحبوب، والشعر والصوف والريش والوبر.
وعدد ما أحاط به العلم المحيط، وما جرى به القلم والقدر، وعدد نعم الله على الخلائق مذ كانوا، ومذ حشروا، وعدد ما كان في الأكوان، وما يكون إلى يوم البعث وتكون هذه الصلاة بهذا التحديد.
في كلّ طرفة عين يطرفون بها ... أهل السموات والأرضين أو يذروا
ملء السموات والأرضين مع جبل ... والفرش والعرش والكرسي وما حصروا
ما أعدم الله موجودا وأوجد معدو ... ما صلاة دواما ليس تنحصر
تستغرق العدّ مع جمع الدهور كما ... تحيط بالحد لا تبقي ولا تذر
* وهذا النمط من الصلاة على النبي لم يكن معروفا في صدر الإسلام، وإنما هو تصرف من غلاة الصوفية أمثال صاحب «دلائل الخيرات» «١» .
* ومنام البوصيري كانت له أطياف في ذهن الصوفية، فقد استحبوا أن يقرأ المرء هذا البيت.
مولاي صلّ وسلم دائما أبدا ... على حبيبك خير الخلق كلهم
بعد كل بيت من أبيات البردة.
وذكروا أن الغزنوي كان يقرؤها في كل ليلة ليرى النبي في منامه، فلم تتيسر له الرؤيا، فشكا ذلك إلى شيخ كامل فقال له: لعلك لا تراعي شرائطها؟
فقال: لا، بل أراعيها، فراقبه الشيخ ثم قال له: إنك لا تصلي بالصلاة التي كان يصلي بها الإمام (البوصيري) على النبي ﷺ وهي قوله: مولاي صل وسلم.....
قالوا: وحكمة اختياره هذا البيت دون غيره أنه ﵀ لما أنشأ هذه
_________
(١) المدائح النبوية ص ١٨٠.
1 / 18