الجامع لعلوم الإمام أحمد - علوم الحديث
الناشر
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
الفيوم - جمهورية مصر العربية
تصانيف
كتاب علوم الحديث
٩٧٦ - فضل أهل الحديث
قال موسى بن هارون: سمعت أحمد بن حنبل ﵀، وسئل عن معنى هذا الحديث (١)، فقال: إن لم تكن هذِه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم.
"معرفة علوم الحديث" (٢)
٩٧٧ - من هو صاحب الحديث؟
قال أبو القاسم بن منيع: أردت الخروج إلى سويد بن سعيد، فقلت لأحمد بن حنبل يكتب لي إليه فكتب: وهذا رجل يكتب الحديث.
فقلت: يا أبا عبد اللَّه، خدمتي لك ولزومي، لو كتبت هذا رجلٌ من أصحاب الحديث؟
فقال: صاحب الحديث عندنا من يستعمل الحديث.
"المناقب" لابن الجوزي ص ٢٦٨
_________
(١) يعني قوله ﷺ: "لا يزال ناس من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" رواه أحمد ٣/ ٤٣٦ والترمذي (٢١٩٢) وابن ماجه (٦) من حديث معاوية ابن قرة عن أبيه.
قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقال الألباني في "الصحيحة" (٤٠٣): وهو على شرط الشيخين.
15 / 413
باب ما جاء في أقسام الحديث
٩٧٨ - ما جاء في أصح الأسانيد
قال أبو العباس أَحمد بن محمد بن يزيد البراثي: سمعت خلفا البزار يقول: سألت أحمد بن حنبل أي الأسانيد أثبت؟
قال: أيوب، عن نافع، عن ابن عمر. وإِن كان من حديث حماد بن زيد فيا لك.
"المناقب" لابن الجوزي ١١٩
٩٧٩ - الحديث الغريب
وروى أبو إسحاق في تعاليقه عن أبي بكر النقاش، عن محمد بن سعيد، عن محمد بن سهل بن عسكر، سمعت أحمد بن حنبل ﵀ يقول: إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون: هذا حديث غريب أو فائدة، فاعلم أنه خطأ، وإذا سمعتهم يقولون: هذا حديث لا شيء، فاعلم أنه صحيح.
"العدة" ٣/ ٩٣٠، "شرح علل الترمذي" لابن رجب ١/ ٤٠٨
قال علي بن عثمان النفيلي: قال. أحمد: شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها.
وقال المروذي سمعت أحمد يقول: تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب، ما أقل الفقه فيهم؟ !
وقال أحمد بن يحيى سمعت أحمد غير مرة يقول: لا تكتبوا هذِه الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب ١/ ٤٠٨ - ٤٠٩
15 / 414
٩٨٠ - الحديث المعنعن
نقل أبو الحارث وعبد اللَّه عن الإمام أحمد، قال: ما رواه الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ فهو ثابت، وما رواه الزهري عن سالم، عن أبيه. وداود، عن الشعبي (١)، عن علقمة، عن عبد اللَّه، ثابت.
"العدة" ٣/ ٩٨٦
٩٨١ - هل الحديث المعنعن والمؤنن سواء؟
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: كان مالك -زعموا- يرى عن فلان وأن فلانا سواء، ذكر أحمد مثل حديث جابر أن سليكًا جاء والنبي ﷺ يخطب (٢). أو عن جابر، عن سليك: أنه جاء.
سمعت أحمد قيل له: إن رجلًا قال: عروة أن عائشة، وعروة عن عائشة قالت: يا رسول اللَّه. .، وعن عروة عن عائشة؛ سواء؟ فقال: كيف هو سواء؟ ! أي: ليس هو بسواء.
"مسائل أبي داود" (١٩٧٨)
_________
(١) في "العدة": (أشعث) والصواب الشعبي، وسيأتي بعد خمس صفحات.
(٢) رواه الإمام أحمد ٣/ ٢٩٧، ومسلم (٨٧٥)، ورواه البخاري (٩٣٠) ولم يسمَّ الرجل سليكًا.
15 / 415
٩٨٢ - حكم زيادة الثقة
قال أحمد بن القاسم: سألت أبا عبد اللَّه ﵀ عن مسألة في فوات الحج، فقال: فيها روايتان: إحداهما: فيها زيادة دم، قال أبو عبد اللَّه: والزائد أولى أن يؤخذ به.
قال: ومذهبنا في الأحاديث: إذا كانت الزيادة في أحدهما، أخذنا بالزيادة.
ونقل الميموني عنه أنه قال: نقل أن النبي ﷺ دخل الكعبة ولم يصل (١)، ونقل أنه صلى (٢)، فهذا يشهد أنه صلى.
وابن عمر يقول: لم يقنت في الفجر (٣)، وغيره يقول: قنت (٤)، فهذِه شهادة عليه أنه قنت، وحديث أنس: لم يأن لرسول اللَّه ﷺ أن يخضب (٥)، وقوم يقولون: قد خضب (٦)، فهذِه شهادة على الخضاب، فالذي يشهد على النبي ﷺ، فهو أوكد.
_________
(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٣، ٣٣، والبخاري (٣٩٧)، ومسلم (١٣٢٩) من حديث ابن عمر.
(٢) رواه الإمام أحمد ١/ ٢٣٧، والبخاري (٣٩٨)، ومسلم (١٣٣١) من حديث ابن عباس. وانظر للجمع بين الروايتين: "فتح الباري" ٣/ ٤٦٨ - ٤٦٩.
(٣) رواه عبد الرازق ٣/ ١٠٧ (٤٩٥٤)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٢/ ٢٤٦.
(٤) روى غير واحد من أصحاب النبي ﷺ أنه قنت في الفجر منهم: أنس بن مالك: رواه الإمام أحمد ٣/ ١١٣، والبخاري (١٠٠١)، ومسلم (٦٧٧/ ٢٩٨).
البراء بن عازب: رواه الإمام أحمد ٤/ ٢٨٠، ومسلم (٦٧٨).
(٥) رواه الإمام أحمد ٣/ ٢٢٧، والبخاري (٥٨٩٥)، ومسلم (٢٣٤١).
(٦) رواه الإمام أحمد ٢/ ١٧ - ١٨، والبخاري (١٦٦) من حديث ابن عمر أنه ﷺ كان يخضب.
15 / 416
نقل الأثرم وإبراهيم بن الحارث والمروذي: إذا تبايعا فخير أحدهما صاحبه بعد البيع، فهل يجب، فقال: هكذا في حديث ابن عمر (١).
قيل له: أتذهب إليه، قال: لا، أنا أذهب إلى الأحاديث الباقية، الخيار لهما ما لم يتفرقا، ليس فيها شيء من هذا.
وقال في رواية أبي طالب: كان الحجاج بن أرطاة من الحفاظ.
قيل له: فلم هو عند الناس ليس بذاك، قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ما يكاد له حديث إلَّا فيه زيادة.
"العدة" ٣/ ١٠٠٤ - ١٠٠٧، "المسودة" ١/ ٥٩٠ - ٥٩٢.
وقال -في رواية صالح-: قد أنكر على مالك هذا الحديث -يعني: زيادته: "من المسلمين" في حديث نافع عن ابن عمر قال: فرض رسول اللَّه ﷺ زكاة الفطر من رمضان على كل حر أو عبد أذكر أو أنثى من المسلمين صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير- ومالك إذا انفرد بحديث هو ثقة، وما قال أحد ممن قال بالرأي أثبت منه -يعني: في الحديث.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب ١/ ٤٢٢
_________
= وروى الإمام أحمد ٢/ ٢٢٧، ٤/ ١٦٣، وأبو داود (٤٢٠٨)، والنسائي ٨/ ١٤١ من حديث أبي مثة قال: الترمذي في "الشمائل" (٤٣، ٤٥) هذا أحسن شيء روي في هذا الباب وأفسر؛ لأن الروايات الصحيحة أن النبي ﷺ لم يبلغ الشيب وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" (٣٦، ٣٧).
(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٩، والبخاري (٢١٠٧)، ومسلم (١٥٣١).
15 / 417
٩٨٣ - معرفة من يرجع إلى قوله عند اختلاف الثقات:
نقل عنه المروذي أنه سئل -عن نافع وسالم- إذا اختلفا فلأيهما يقضي؛ فقال: كلاهما ثبت ولم ير أن يقضي لأحدهما على الآخر.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب ٢/ ٤٧٢
٩٨٤ - ترجيح المراسيل بعضها على بعض
قال أحمد -في رواية أبي الحارث-: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح، لا يُرى أصح من مرسلاته، فأما الحسن وعطاء، فليس بذلك، هو أضعف المرسلات، كأنهما كانا يأخذان من كلٍّ.
وقال أحمد في رواية الفضل بن زياد: أما مرسلات عطاء، ففيها شيء، وأما ابن سيرين فما أحسن مخرجه أيضًا. ومرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها. وليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ كأنهما كانا يأخذان من كلٍّ.
وقال أحمد في رواية مهنا وقد سأله عن مرسلات سعيد بن جبير أحب إليك أم مرسلات عطاء؟
قال: مرسلات سعيد بن جبير أقرب، وهي أحب إليّ من مرسلات عطاء.
وسأله: عن مرسلات سعيد بن جبير أحب إليك أم مرسلات مجاهد؟
فقال: مرسلات سعيد.
وسأله: عن مرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات عطاء؟
15 / 418
فقال مرسلات مجاهد؛ لأن عطاء روى عمن هو دونه، ومجاهد لم يرو عمن هو دونه.
وقال أحمد في رواية أبي الحارث: مرسلات عطاء فيها شيء.
وقال أحمد في رواية مهنا وقد سأله عن مرسلات طاوس أحب إليك أو مرسلات أبي إسحاق؟
قال: مرسلات طاوس.
وسأله عن مرسلات إسماعيل بن أبي خالد أحب إليك أم مرسلات عمرو بن دينار؟
فقال: إسماعيل بن أبي خالد لا يبالي عمن حدث، عن أشعث بن سوار وعن مجاهد، وعمرو بن دينار لا يروي إلَّا عن ثقة، مرسلات عمرو أحب إليّ.
وسأله: أيما أحب إليك: إبراهيم عن عليّ، أو مجاهد عن عليّ؟
قال: إبراهيم عن عليّ؛ لأن هذا كان مقيمًا، وكان مجاهد إنما تقع إليهم الأخبار إلى الكوفة.
وقال أحمد في رواية أبي الحارث وقد سأله عن مرسلات النخعي؟
قال: ما أصلحها، ليس بها بأس، أصلح من مرسلات الحسن.
وسأله مهنا: لم كرهت مرسلات الأعمش؟
قال: كان الأعمش لا يبالي عمن حدث.
قيل له: فإن له رجلًا ضعيفًا غير إسماعيل بن مسلم ويزيد الرقاشي؟ قال: نعم، كان يحدث عن عتاب بن إبراهيم.
وسأله أيضًا: عن مرسلات الأعمش، وسليمان النخعي، ويحيى بن أبي كثير؟
15 / 419
قال: مرسلات يحيى بن كثير أحب إليّ.
وقال أحمد في رواية إسحاق بن إبراهيم، وقد سأله عن مراسيل يحيى بن أبي كثير؟
فقال: لا تعجبني؛ لأنه يروي عن رجال صغار ضعاف.
وقال أحمد في رواية أبي طالب، وقد سأله عن رجل ما قال الحسن، قال رسول اللَّه ﷺ، وجدناه من حديث أبي هريرة وعائشة وسَمُرة، قال: صدق.
وقال أحمد في رواية مهنا، وقد سأله: هل شيء يجيء عن الحسن. قال: قال رسول اللَّه ﷺ؟ قال: هو صحيح، ما نكاد نجدها إلَّا صحيحة.
وقال أحمد في رواية أبي الحارث: مرسلات ابن سيرين صحاح حسنة المخرج.
وقال أحمد في رواية مهنا، وقد سأله عن مرسلات سفيان، فقال: كان سفيان لا يبالي عمن روى.
وسأله: عن مرسلات مالك بن أنس؟ قال: هي أحب إليّ.
"العدة" ٣/ ٩٢٠ - ٩٢١
وقال أحمد -في رواية أبي الحارث وعبد اللَّه-: ما رواه الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ فهو ثابت، وما رواه الزهري، عن سالم، عن أبيه، وداود عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد اللَّه، عن النبي ﷺ ثابت.
"المسودة" ١/ ٥١٨ - ٥١٩
وقال أحمد -في رواية الميموني وحنبل عنه-: مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح لا نرى أصح من مرسلاته.
15 / 420
زاد الميموني: وأما الحسن وعطاء فليس هي بذاك، هي أضعف المراسيل كلها، فإنهما كانا يأخذان عن كل.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب ١/ ٢٩٠
٩٨٥ - قول الصحابي: (من السنة) هل يقتضي سنة النبي ﷺ ويكون بمنزلة المرفوع؟ وكذلك قول التابعي: (من السنة) هل يكون بمنزلة المرسل؟
نقل أبو النضر العجلي عن أحمد: في جراحات النساء مثل جراحات الرجال، حتى تبلغ الثلث، فإذا زاد فهو على النصف من جراحات الرجل، قال: هو قول زيد بن ثابت (١)، وقول على: كله على النصف (٢).
قيل له: كيف لم تذهب إلى قول علي؟
قال: لأن هذا -يعني: قول زيد- ليس بقياس، قال سعيد بن المسيب: هو السنة (٣).
ونقل عنه البرزاطي لما روي الحديث عن ابن عمر أنه قال: مضت
_________
(١) رواه ابن أبي شيبة ٥/ ٤١١ (٢٧٤٨٨)، والبيهقي ٨/ ٩٦.
(٢) رواه ابن أبي شيبة ٥/ ٤١١ (٢٧٩٤٢)، والبيهقي ٨/ ٩٦، وصحح إسناده الألباني في "الإرواء" ٧/ ٣٠٧.
(٣) رواه مالك في "الموطأ" ص ٥٣٦، وعبد الرزاق ٩/ ٣٦٤ - ٣٩٥ (١٧٧٤٩)، وابن أبي شيبة ٥/ ٤١١ - ٤١٢ (٢٧٤٩٥)، والبيهقي ٨/ ٩٦. قال الألباني في "الإرواء" (٢٥٥٥): وهذا سند صحيح إلى سعيد.
15 / 421
السنة أن ما أدركت الصفقة حيًا مجموعًا فهو من مال المبتاع، فقال بعد هذا: صار الحديث مرفوعًا بقوله: مضت السنة، ويدخل في المسند (١).
"العدة في أصول الفقه" ٣/ ٩٩٣ - ٩٩٤
٩٨٦ - الحديث المدلس
قال حرب: سألتُ أحمد عن التدليس في الحديث فكرهه، وقال: أقل شيء أنه يتزيد أو يتزين.
قال حرب: أنا أشك.
"مسائل حرب" ص ٣٤٤
٩٨٧ - الحديث المنكر
قال ابن هانئ: قيل له: فهذِه الفوائد التي فيها المناكير، ترى أن يكتب الحديث المنكر؟
قال: المنكر أبدًا منكر.
"مسائل ابن هانئ" (١٩٢٥).
_________
(١) تعقب شيخ الإسلام المؤلف في هذا، حيث قال في "المسودة" ص (٢٩٥): قلت: ويغلب على ظني أن هذا الضرب لم يذكره أحمد في الحديث المسند، فلا يكون عنده مرفوعًا.
15 / 422
باب الإسناد
٩٨٨ - الأمر بالتفتيش عن الأسانيد، وأن الإسناد من الدين
قال محمد بن الحسين البغدادي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: الإسناد من الدين. قال يحيى: وسمعت شعبة يقول: إنما تعلم صحة الحديث بصحة الإسناد.
"شرح علل الترمذي" لابن رجب ١/ ٥٨
٩٨٩ - طلب علو الإسناد
روى أبو بكر الخلال، عن حرب بن إسماعيل، قال: سئل أحمد عن الرجل يطلب الإسناد العالي، فقال: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف؛ لأن أصحاب عبد اللَّه كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه.
وقال عمار بن رجاء: سمعت أحمد بن حنبل يقول: طلب إسناد العلو من السنة.
"المناقب" ص ٢٦٣
٩٩٠ - رواية الأكابر عن الأصاغر
قال ابن هانئ: وقال: أرى مروان قد روى وهو أصغر من مروان، وأصغر من وكيع.
"مسائل ابن هانئ" (٢٢٣١)
15 / 423
قال عبد اللَّه: قلت لأبي: إن يحيى بن معين يطعن علي عامر بن صالح هذا، قال: يقول ماذا؟
قلت: رآه يسمع من حجاج.
قال: قد رأيت أنا حجاج يسمع من هشيم، وهذا عيب يسمع الرجل ممّن هو أصغر منه وأكبر.
"فضائل الصحابة" ٢/ ١٠٧٨ (١٥٨٩)
قال ابن الجوزي: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أنا أبو بكر بن ثابت، قال: أنا أبو الفرج الطناجيري، قال: ثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: ثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن عمرو الرازي، قال: ثنا عبد الرحمن بن قيس، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ سئل عن العتير فحسنها (١)، قال: قال ابن أبي داود: قال أبي فذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: هذا حديث غريب، وقال لي: اقعد، فدخل فأخرج محبرة وقلما وورقة وقال: أمله عليّ، فكتبه عني، ثم شهدته يومًا آخر وجاءه أبو جعفر بن أبي سمينة، فقال أحمد بن حنبل: يا أبا جعفر، عند أبي داود حديث غريب اكتبه عنه، فسألني فأمليته عليه.
"المناقب" ص ٦٥ - ٦٦
_________
(١) رواه الطبراني ٧/ ١٦٨، وقال الهيثمي في "المجمع" ٤/ ٣٠: فيه عبد الرحمن بن قيس الضبي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات.
15 / 424
فصل: من حدَّث عن الإمام أحمد من مشايخه ومن الأكابر
٩٩١ - عبد الرزاق بن همام الصنعاني
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أَنبأَنا أَبو بكر أَحمد بن علي بن ثابت، قال: ثنا أَبو طالب يحيى بن علي بن الطيب العجلي، قال: أَنا أَبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي، قال: ثنا عبد اللَّه بن محمد بن مسلم، قال: ثنا مهدي بن الحارث، قال: ثنا أَبو عبد اللَّه القصار، قال: أَنا عبد الرزاق، قال: أَنا أَحمد بن حنبل، عن الوليد -يعني: ابن مسلم- عن زيد بن واقد، قال: سمعت نافعا مولى ابن عمر، أن ابن عمر كان إِذا رأى مصليًا لا يرفع يديه في الصلاة حصبه وأَمره أن يرفع.
"المناقب لابن الجوزي" ص ١١٥
٩٩٢ - إسماعيل ابن علية
ذكر أَبو بكر الخلال، أَنه روى عن أَحمد.
"المناقب" ص ١١٥
٩٩٣ - وكيع بن الجراح
قال ابن الجوزي: وقد ذكرنا عنه أنه قال: نهاني أَحمد أَن أَحدث عن فلان.
"المناقب" ص ١١٥
15 / 425
٩٩٤ - عبد الرحمن بن مهدي
قال ابن الجوزي: أَخبرنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَنا عبد القادر بن محمد، قال: أَنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أَنا علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك، قال: أَنا أَبو محمد بن أَبي حاتم، قال: ثنا أَحمد بن سنان الواسطي قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان أَحمد بن حنبل عندي. فقال: نظرنا فيما كان يخالفكم فيه وكيع أو فيما يخالف وكيع الناس، فإذا هي نيف وستون حرفًا.
"المناقب" ص ١١٥ - ١١٦
٩٩٥ - محمد بن إدريس الشافعي
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن أَبي طاهر البزاز، قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أَنا أَبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الإِستراباذي، قال: ثنا محمد بن عبد اللَّه الحافظ، قال: ثنا أَبو العباس محمد بن يعقوب، قال: أَنا الربيع، قال: أَنا الشافعي، قال: أَنا الثقة -وهو أَحمد ابن حنبل- عن عبد اللَّه بن الحارث، عن مالك بن أَنس، عن يزيد بن قسيط، عن سعيد بن المُسيَّب: أَن عمر وعثمان قضيا في المِلْطَاة بنصف دِيَةِ المُوضِحَة.
"المناقب" ص ١١٦
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: أَنا أَبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، قال: ثنا أَبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: أَنا الربيع بن
15 / 426
سليمان، قال: أَنا الشافعي، قال: ثنا الثقة من أصحابنا، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة بن الحجاج، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أَن عمر بن الخطاب قال: إِنما الغنيمة لمن شهد الوقعة. قال الخطيب: قال لي أَبو الفضل علي بن الحسين الفَلَكي الحافظ: الرجل الذي لم يسمه الشافعي هو أَحمد بن حنبل.
"المناقب" ص ١١٦
٩٩٦ - معروف الكرخي
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا يحيى بن الحسن بن البنا، قال: أَنبأَنا أَبو يعلى محمد بن الحسين، عن أَبي الفرج محمد بن فارس الغُورِيّ، قال: ثنا أَحمد بن المنادي، قال: ثنا أَبو بكر عمر بن إبراهيم، قال: ثنا يحيى بن أَكثم القاضي، قال: سمعت معروفًا -وذكر عنده أَحمد بن حنبل- قال: رأَيت أَحمد بن حنبل فتى عليه آثار النسك، فسمعته يقول كلامًا جمع فيه الخير سمعته يقول: من علم أنه إذا مات نسي، أحسن ولم يسئ.
"المناقب" ص ١١٧
٩٩٧ - أسود بن عامر المعروف بـ (شاذان)
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا يحيى بن علي المُدِير، قال: أَنبأَنا أَبو بكر أَحمد بن علي الحافظ، قال: أَخبرني أَبو القاسم الأَزهري، قال: ثنا علي بن عمر الحافظ، قال: ثنا محمد بن مخلد، قال: ثنا أَبو بكر المَروذِي، قال: حدثني عبد الصمد بن يحيى، قال: سمعت شاذان
15 / 427
يقول: أَرسلت إلى أَبي عبد اللَّه -يعني: أَحمد بن حنبل- أَستأذنه أَن أُحَدِّث بحديث حماد عن قَتَادَة، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ "رأيت ربي ﷿" (١) فقال: قل له قد حَدَّثَ به العلماء، حَدِّثْ به.
"المناقب" ص ١١٧
٩٩٨ - الحسن بن موسى الأشيب
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا أَحمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي الحافظ، قال: أَخبرني عبيد اللَّه بن أَبي الفتح الفارسي، قال: ثنا علي بن عمر الحافظ، قال: ثنا القاضي بن الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا الفضل بن سهل الأَعرج، قال: ثنا الحسن الأشيب، قال: ثنا شيبان، عن ليث، عن عطاء، عن عائشة قالت: أَفْطَرَ الحاجمُ والمَحْجُومُ (٢).
_________
(١) رواه الإمام أحمد ١/ ٢٨٥، وابن أبي عاصم في "السنة" (٤٤٠)، وصححه الألباني في "ظلال الجنة".
قلت: وقد صح الحديث موقوفًا أيضًا، فقد روى البخاري (٤٧١٦) بإسناده، عن ابن عباس ﵄ في قوله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ﴾، وقال: نص رؤيا عين، أريها رسول اللَّه ﷺ ليلة أسرى به. ﴿وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ﴾ شجرة الزقوم. أهـ.
(٢) روى ابن أبي شيبة ٢/ ٣٠٨ (٩٣١٠)، والنسائي في "الكبرى" ٢/ ٢٢٨ (٣١٩٢)، هكذا موقوفًا. ورواه مرفوعًا الإمام أحمد ٦/ ١٥٧، والنسائي في "الكبرى" ٢/ ٢٢٨ (٣١٩١)، وغيرهما. وله شاهد من حديث ثوبان ﵁، رواه الإمام أحمد ٥/ ٢٧٧، وأبو داود (٢٣٦٧)، وابن ماجه (١٦٨٠) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (١٣٦٢)، و"الإرواء" (٩٣١).
15 / 428
قال الحسن الأشيب: وحدثني أَحمد بن حنبل، عن هاشم أَبي النضر، عن شيبان، عن النبي ﷺ بهذا.
"المناقب" ص ١١٧ - ١١٨
٩٩٩ - داود بن عمرو الضبي
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا يحيى بن علي المُدِير، قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي الحافظ، قال: أَنا أَبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف البزار، قال: أَنا علي بن عمر الحافظ، قال: ثنا محمد بن مخلد، قال: ثنا محمد بن علي بن معدان، قال: سمعت داود بن عمر، يقول: سمعت أَحمد بن حنبل يقول: سمعت سفيان بن عُيَيْنَة يقول: وأَنعما. قال: وأهلا. قلت: الإشارة إلى الحديث المعروف "وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنْعمَا" (١).
"المناقب" ص ١١٨
١٠٠٠ - أَبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن عبد الملك قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي بن ثابت، قال: قرأت على محمد بن أَحمد بن يعقوب المعدل، عن محمد بن عبد اللَّه بن نعيم النيسابوري قال: ثنا أَبو سعيد أَحمد بن سليمان بن نوح قال: ثنا البُوشَنْجيّ محمد بن إبراهيم قال: ثنا الحِمَّاني قال: ثنا أَحمد بن حنبل قال: ثنا إسحاق الأَزرق، عن شَرِيكٍ، عن
_________
(١) رواه الإمام أحمد ٣/ ٧٢، وأبو داود (٣٩٨٧)، والترمذي (٣٦٥٨)، وابن ماجه (٩٦). وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" (٧٩).
15 / 429
بَيَانِ، عن قَيْسِ بن أَبي حازِمٍ، عن المُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ، قال: كنا نصلي مع رسول اللَّه ﷺ الظهر بالهاجرة، فقال لنا: "أَبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فَيْحِ جهنم" (١).
"المناقب" ص ١١٨ - ١١٩
١٠٠١ - خلف بن هشام البزار
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن أَبي طاهر البزار، قال: أَنبأَنا أَحمد بن علي الحافظ، قال: أَنبأَنا أَبو الحسن محمد بن رزق، قال: حدثني أَبو بكر محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدثني أَبو العباس أَحمد بن محمد بن يزيد البراثي، قال: سمعت خلفًا البزار يقول: سأَلت أَحمد بن حنبل أيُّ الأسانيد أثبت؟
قال: أَيوب، عن نافع، عن ابن عمر، وإِن كان من حديث حماد بن زيد فيا لك! !
"المناقب" ص ١١٩
_________
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ٢٥٠، وابن ماجة (٦٨٠)، والبيهقي ١/ ٤٣٩.
قال البيهقي في "السنن" -عقبه: قال أبو عيسى الترمذي- فيما بلغني عنه: سألت محمدًا -يعني: البخاري- عن هذا الحديث فعدَّه محفوظًا، وقال: رواه غير شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة. اهـ، مختصرًا.
وقال البوصيري في "الزوائد" (٢٢٨): وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. اهـ، مختصرًا.
وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند الإمام أحمد ٢/ ٢٢٩، والبخاري (٥٣٦)، ومسلم (٦١٥).
15 / 430
١٠٠٢ - قتيبة بن سعيد
قال ابن الجوزي: أَنبأَنا محمد بن أَبي منصور، قال: أَنا محمد بن علي بن ميمون، قال: أَنا محمد بن علي بن عبد الرحمن الحسني، قال: ثنا محمد بن علي بن عبد اللَّه الهمذاني، قال: ثنا محمد بن عمار العطار، قال: ثنا عبيد اللَّه بن أَحمد المروزي، قال: ثنا عبدان بن محمد، قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا أَحمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبيد اللَّه بن طلحة، عن الحسن، عن عثمان بن أَبي العاصي: أَنه دُعِيَ إلى خِتان فأَبَى. وقال: كنا على عهد رسول اللَّه لا نأتي الخِتَانَ ولا نُدْعَى إِليه (١).
"المناقب" ص ١١٩
١٠٠٣ - علي بن المديني
قال ابن الجوزي: أَخبرنا يحيى بن ثابت بن بُنْدار، قال: أَنا أَبي، قال: أَنا أَبو بكر البَرْقاني، قال: أَنا أَحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، قال: ثنا ابن عبد الكريم الوراق، قال: ثنا الحسن بن علي الأزدي، قال: ثنا علي بن المديني، قال: حدثني أَحمد بن حنبل، قال: ثنا علي بن عياش الحمصي، قال: ثنا شعيب بن أَبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ "من قال حين يسمع
_________
(١) رواه الإمام أحمد ٤/ ٢١٧، والطبراني ٩/ ٥٧ (٨٣٨١).
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٤/ ٢١٧: رواه أحمد والطبراني، وفيه محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس، اهـ.
15 / 431
النداء: اللهم ربَّ هذِه الدعوِة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدتَه، حَلَّتْ له الشفاعة" (١).
"المناقب" ص ١٢٠
قال ابن الجوزي: أَخبرنا عبد الملك بن أَبي القاسم، قال: أَنا عبد اللَّه ابن محمد الأَنصاري، قال: ثنا محمد بن أَحمد الجارودي، قال: سمعت محمد بن مالك السعدي، قال: سمعت صَعْصَعَة بن الحسين الرقي، قال: سمعت أبا شعيب الحراني، يقول: سمعت علي بن المديني، يقول: قال لي سيدي أَحمد بن حنبل: لا تحدث إلَّا من كتاب.
"المناقب" ص ١٢٠
صَعْصعَة بن الحسين الرقي قال: سمعت أبا شعيب الحراني يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قال لي سيدي أَحمد بن حنبل: لا تحدث إلَّا من كتاب.
"المناقب" ص ١٢٠
قال ابن الجوزي: أَخبرنا عبد الملك بن أَبي القاسم، قال: أَنا عبد اللَّه بن محمد الأَنصاري، قال: أَنا أَبو يعقوب، قال: أَنا أبو بكر بن أَبي الفضل، قال: أَنا أَبو إسحاق البزاز، قال: ثنا عثمان بن سعيد الدَّارِمي، قال: سمعت علي بن المديني يقول: صح في "أَفطر الحاجم والمحجوم" حديث شداد وثوبان (٢). وأَقول: أَفطر الحاجم والمحجوم.
_________
(١) رواه الإمام أحمد ٣/ ٣٥٤، والبخاري (٦١٤).
(٢) حديث ثوبان: رواه الإمام أحمد ٢/ ٢٧٧، وأبو داود (٢٣٦٧)، وابن ماجة (١٦٨٠).
وأما حديث شداد: فقد رواه الإمام أحمد ٤/ ١٢٢، وأبو داود (٢٣٦٩)، والنسائي في "الكبرى" ٢/ ٢٢٠ (٣١٤٩)، وابن ماجة (١٦٨١). =
15 / 432