الموسوعة الحديثية الشاملة بين الواقع والمأمول
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
وإن نصرة الدين الإسلامي، والذود عن حياضه؛ لا يتحصل إلا بالإيمان بما جاء به صلى الله عليه وعلى آله وسلم: قولًا، وفعلًا، وتقريرًا. ولا يكتمل إلا بالعمل على ترسيخ تلك المعاني في النفوس.
وإن محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا تكون إلا بتصديقه، ونشر دعوته، وإحياء سنّته من بعده، وتعزيزها؛ باتباعها، وتيسيرها لمن أراد أن يسترشد بأقواله، ويتأسى بأفعاله، ويسير على نهجه.
ولقد حرص المسلمون منذ عهد الصحابة ﵃ على الاهتمام بالسنة النبوية: بالتأسي بها، وتتبعها، وتدارسها. وهيأ المولى ﷾ لحفظها أجيال العلماء في كل عصر، يبذلون المال والنفس فداءً لها، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. كما قاموا بنقلها إلى تلاميذهم، لينقلها هؤلاء بدورهم إلى من بعدهم، حتى جاء عصر تدوين المصنفات الحديثية، وعندها برزت الدراسات حول هذه المصنفات شرحًا، وتعليقًا، وجمعًا.
فعُلماء السنة النبوية السابقون ﵏ قاموا بتدوينها في: المسانيد، والجوامع، والسُنن الجامعة، وأتموها: بالمستخرجات، والمستدركات، ومعاجم أطرافها، وأوائلها.
وقد انفردوا في ضبط هديه، وشمائله، وسيرته؛ بما لم يفعله أحد من أتباع المرسلين، ولا غيرهم من المشترعين، فأسسوا التواريخ لرواتها. ونصبوا ميزان الجرح والتعديل، لتمحيص المقبول، والمردود.
واستنفذوا الوسائل المتاحة لهم. وما تمكنوا من جمع كل السنن، والآثار
1 / 2