جامع تراث العلامة الألباني في الفقه

ناصر الدين الألباني ت. 1420 هجري
76

جامع تراث العلامة الألباني في الفقه

الناشر

مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠١٥ م

مكان النشر

صنعاء - اليمن

تصانيف

الشيخ: بيفهمه؟ مداخلة: نعم. الشيخ: بس أنا أسألك: هل أنت تستطيع أن تُفَهِّم كُلّ إنسان عن كل علة يسألك عنها، من ناحية طبية؟ مداخلة: لا، لكن سوف أعطيه الفكرة التي يقدر هو يفهمها. الشيخ: إيه لكن ما تقدر تُفَهِّمه كُلّ شيء. مداخلة: طبعًا على مستوى استيعابه سوف أُفَهِّمُه شيء الذي يريده. الشيخ: فهمت، لكن ما تستطيع أن تُفَهِّمه كل شيء. مداخلة: طبعًا. الشيخ: مثلما حكينا نحن هَلَّا، الدخان نقدر نفهمك لماذا أن الدخان حرام؛ لأنه مضر، لكن قد يكون هناك شيء آخر ما نعرف لماذا، ما عندنا جواب إلا: هكذا رب العالمين حَكَم، فحينئذ يجب على المسلم أن يُثَبِّت في نفسه أنه مؤمن حقًا؛ لأن الله ﷿ يقول: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥] اليوم أي قانون يُوضَع على وجه الأرض، بل وأي دستور يوضَع لا بد أنه تكون القضية نسبية، الدستور عند زيد من الناس معقول، عند بكر من الناس مش معقول؛ لأن العقول متفاوتة، صح أو لا؟ لكن حكم رب العالمين لا يُوزَن بهذا الميزان أبدًا. ولذلك بالنسبة إلى موضوع: لماذا البول نجس، وليش الدمع ليس بنجس؟ الجواب: أولًا: لأن الشرع قال: هذا نجس وهذا طاهر. ثانيًا: أمر واقع ملموس، الطعم يختلف، اللون يختلف، الرائحة تختلف، الإنسان لما تدمع عيونه ما مثل إذا أصابه البول، أو -مثلًا- الغائط قد أصاب ثيابه، تطلع ريحته المنتنة .. إلى غير ذلك، فهذا الفرق واضح ملموس لمس اليد، فهنا لا يَرِد

1 / 94