جامع تراث العلامة الألباني في الفقه
الناشر
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠١٥ م
مكان النشر
صنعاء - اليمن
تصانيف
النجاسة حتى يخرج خارج البدن.
السؤال: السبب؟
الجواب: السبب حكم الشارع الحكيم؛ لأنه من القواعد الشرعية قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٠] تفسير هذه الآية في قوله تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦] فلو كان حَكَم علينا بأنه الذي في كرشنا ومثانتنا من النجاسات يجب إزالتها، هذا تكليف ما لا يُطاق، وربُّنا ﷿ أكرم وأرحم بعباده من أن يُكَلِّفهم بما لا يُطيقون ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦].
لكن حينما يصبح هذا الشيء القذر النجس في متناول الإنسان أن يزيله أصبح مكلفًا بإزالته، وبخاصة أن في ذلك إضرارًا لصحته، أيضًا بما أعتقد من الناحية الطبية تأمر بالنظافة، ولكن الشرع سبق الأطباء بأحكامه، ولذلك فنحن تبع للشرع، والأطباء المسلمون تبعًا أيضًا للشرع.
مداخلة: الطبيب أو العالم يحب أن يكون المعلومة التي درسها علميًا صحيحة، ودينيًا أيضًا صحيحة.
الشيخ: ولذلك أنا جمعت لك بين الشرع والطب في معرفة تحريم الدخان.
مداخلة: صح، لكن ما هو الفرق بين البول والدموع مثلًا؟ لماذا الدموع .. لأنه تقريبًا يعني مكونات الأملاح الموجودة هنا موجودة هنا.
الشيخ: لكن ليسوا سواءً، ليسوا سواءً بالمشاهدة، يعني كون الشيء قد يكون من ناحية طبية أو من الناحية التي نسميها الكيمياوية قد يكون واحدًا، ولا أعتقد هذا بطبيعة الحال، لكن الواقع يشهد أن الدمع غير البول، فأحيانًا الإنسان يبكي وتتقاطر بعض الدمعات إلى فمه، هل تظن أن الطعم الذي يجده من الدمع هو كما يجده من الدم ومن البول، لا يستويان مثلًا؛ فهذا الفارق وحده كاف من الناحية المنطقية، وإلا نحن ليس لنا أن نتحكم على الشارع الحكيم الذي هو رب العالمين، فنقول -مثلًا- لماذا فرض صلاة الفجر ركعتين، والمغرب ثلاث ركعات، وبقية
1 / 92