أوضح التفاسير
الناشر
المطبعة المصرية ومكتبتها
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
تصانيف
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ على محمد؛ وهو القرآن الكريم ﴿قَالُواْ﴾ لا ﴿نُؤْمِنُ﴾ إلا ﴿بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ من التوراة والإنجيل ﴿وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ﴾ بما بعده، وبما عداه؛ وهو القرآن ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ﴾ أي حال كون هذا القرآن - الذي يكفرون به - هو الحق، وهو مصدق لما معهم من التوراة والإنجيل ﴿قُلْ﴾ فإن كنتم صادقين فيما تقولون، وأنكم بغير الذي أنزل عليكم لا تؤمنون ﴿فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ﴾ كزكريا ويحيى ﵉
﴿وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات الظاهرات ﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ عبدتموه ﴿وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ لأنفسكم بكفركم
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ أخذنا العهد عليكم بأن تبينون الكتاب للناس ولا تكتمونه عنهم ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ الجبل ﴿خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم﴾ من الأوامر والنواهي ﴿بِقُوَّةٍ﴾ بجد واجتهاد وعزيمة: ﴿قَالُواْ سَمِعْنَا﴾ قولك: ﴿وَعَصَيْنَا﴾ أمرك. أي قالوا بألسنتهم: «سمعنا» وعملوا بعكس ما يعمل السامع؛ كمن قال «عصينا» قال تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ ﴿وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ عبر بذلك كناية عن تغلغل حب العجل في قلوبهم وعبادته كتغلغل الشراب
﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فيما تقولون؛ من أن لكم الثواب في الآخرة، ولمن عداكم العقاب. وذلك لأن من تيقن أن النعيم أمامه: أسرع إليه، ومن تيقن أنه صائر إلى الجنة: اشتاق إلى ورودها؛ ليخلص من دار الآثام والآلام. ولكن قولهم ينافي فعلهم؛ إذ هم متمسكون بدنياهم، مفرطون في شؤون أخراهم
﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ ⦗١٨⦘ عَلَى حَيَاةٍ﴾ لما تراه من خوفهم وجبنهم؛ شأن المنزعج على مصيره، الخائف من عاقبته ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ﴾ في الدنيا؛ ما دام الموت له بالمرصاد، والجحيم معدة له يوم المعاد
﴿وَلَقَدْ جَآءَكُمْ مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات الظاهرات ﴿ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ﴾ عبدتموه ﴿وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾ لأنفسكم بكفركم
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ﴾ أخذنا العهد عليكم بأن تبينون الكتاب للناس ولا تكتمونه عنهم ﴿وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ الجبل ﴿خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم﴾ من الأوامر والنواهي ﴿بِقُوَّةٍ﴾ بجد واجتهاد وعزيمة: ﴿قَالُواْ سَمِعْنَا﴾ قولك: ﴿وَعَصَيْنَا﴾ أمرك. أي قالوا بألسنتهم: «سمعنا» وعملوا بعكس ما يعمل السامع؛ كمن قال «عصينا» قال تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ ﴿وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ عبر بذلك كناية عن تغلغل حب العجل في قلوبهم وعبادته كتغلغل الشراب
﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فيما تقولون؛ من أن لكم الثواب في الآخرة، ولمن عداكم العقاب. وذلك لأن من تيقن أن النعيم أمامه: أسرع إليه، ومن تيقن أنه صائر إلى الجنة: اشتاق إلى ورودها؛ ليخلص من دار الآثام والآلام. ولكن قولهم ينافي فعلهم؛ إذ هم متمسكون بدنياهم، مفرطون في شؤون أخراهم
﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ ⦗١٨⦘ عَلَى حَيَاةٍ﴾ لما تراه من خوفهم وجبنهم؛ شأن المنزعج على مصيره، الخائف من عاقبته ﴿وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ﴾ في الدنيا؛ ما دام الموت له بالمرصاد، والجحيم معدة له يوم المعاد
1 / 17