القول المبين في سيرة سيد المرسلين

محمد الطيب النجار ت. 1411 هجري
77

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

الناشر

دار الندوة الجديدة بيروت

مكان النشر

لبنان

تصانيف

ابن كلاب١ بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر٢ بن مالك بن النضر٣ بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن مضر بن معد بن عدنان.. ويمتد نسبه بعد ذلك إلى إسماعيل بن إبراهيم ﵉ ٤. وأما نسبه من جهة أمه، فأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.. ومعنى ذلك أن نسبه من جهة أبيه ومن جهة أمه يلتقيان في كلاب بن مرة، وهو الجد الخامس من جهة أبيه والرابع من جهة أمه. وقد تناسل محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- من نكاح مشروع ولم يكن في أجداده من تلوث بسفاح الجاهلية٥. بل طهر الله أصوله تطهيرًا، ثم

١ واسمه حكيم، وقيل: عروة. ٢ واسمه قريش، وإليه تنسب قريش، فما كان فوقه فكناني لا قرشي على الصحيح ٣ واسمه قيس. ٤ وما جاء في تسمية هذه الأسماء من عدنان إلى إبراهيم، فشيء ليس بمحفوظ ولا يعتمد عليه، كما كان ينكر ذلك ابن عباس وابن مسعود، ويحتج ابن عباس على ذلك بقوله تعالى: ﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ . ويحتج ابن مسعود بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ﴾، وهذه حجة قوية جدًّا تقطع دابر قول القائلين. وما أحسن ما قال العلامة القسطلاني في "المواهب اللدنية" ١/ ٩٦: "فالذي ينبغي لنا الإعراض عما فوق عدنان لما فيه من التخليط والتغيير للألفاظ، وعواصة تلك الأسماء، مع قلة الفائدة" انتهى. فائدة: جاء حديث عن أنس مرفوعًا ذكر فيه النبي ﷺ نسبه لعدنان كما مضى وسنده ضعيف، كما في "البداية" ٢/ ٢٥٥ أخرجه البيهقي. ٥ وقد جاء في هذا حديث من طرق، وأوجه مختلفة تفيد قوة الخير: أ- عن علي رفعه: "ولدت من نكاح لا عن سفاح ولم يصبني عهر الجاهلية"، أخرجه ابن شاذان وغيره كما في "فوائد ابن قانع" ١/ ١٦٣ ق. وبلفظ: "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء"، أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص ١٣٦، والجرجاني في "تاريخ جرجان" ص ٣١٨، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" =

1 / 80