القول المبين في سيرة سيد المرسلين
الناشر
دار الندوة الجديدة بيروت
مكان النشر
لبنان
تصانيف
تحت أقدام إسماعيل. فشربا وحمدا الله وأقاما بهذا المكان، وسمي ذلك المنبع العظيم الذي أكرم الله به هاجر وإسماعيل بئر زمزم١.
وكان بنو جرهم بواد قريب من مكة، فلما تفجر ماء زمزم، لزمت الطير الوادي حين رأت الماء. فلما رأت جرهم الطير لزمت الوادي، قالوا: ما لزمته إلا وفيه ماء. فجاءوا إلى هاجر وقالوا: لو شئت فكنا معك فآنسناك، والماء ماؤك، فكانوا معها حتى شب إسماعيل وماتت هاجر، فتزوج إسماعيل منهم.
ويذكر المؤرخون: أن إسماعيل تعلم العربية منهم هو وأولاده، وقد رزق إسماعيل باثني عشر ولدًا٢، وهم وذريتهم "العرب المستعربة".
_________
١ "سبل الهدى والرشاد" ١/ ١٧٥ للصالحي، وغيره.
وقد صحت هذه الواقعة في "صحيح البخاري" ٣١٨٤ من كتاب الأنبياء، من حديث ابن عباس، وفي الحديث أنها رأت الملك يبحث بعقبه أو بجناحه الأرض حتى ظهر الماء. ثم ذكر قصة إتيانه أهل بيت جرهم مقبلين من كداء، واستئذانهم لأم إسماعيل في النزول عندها، وبقائهم ثم تزوج إسماعيل امرأة منهم.
٢ "المنتظم" ١/ ١٩١ نقلًا عن ابن إسحاق.
الجراهمة والخزاعيون في مكة: وقد عاش بنو إسماعيل في مكة فترة طويلة يتمتعون بالمجد والسلطان، وكان إلى جوارهم أخوالهم الجراهمة، ولكن الزمن الدوار قضى على بني إسماعيل بالتخلف والضعف١، فانتزع أخوالهم السلطة من أيديهم. غير أنهم لم يبلغوا _________ ١ ولم أر في ذلك شيئًا يعتمد، لكن عبارة ابن إسحاق في السيرة كما عند ابن هشام ١/ ١١٨: ثم نشر الله ولد إسماعيل بمكة، وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام بمكة، لا ينازعهم ولد إسماعيل في ذلك لخئولتهم وقرابتهم وإعظامًا للحرمة أن يكون بها بغي أو قتال، فلما ضاقت مكة على ولد إسماعيل انتشروا في البلاد فلا يحاربون قومًا إلا أظهرهم الله عليهم بدينهم فوطئوهم. ثم إن جرهمًا بغوا بمكة، واستحلوا....
الجراهمة والخزاعيون في مكة: وقد عاش بنو إسماعيل في مكة فترة طويلة يتمتعون بالمجد والسلطان، وكان إلى جوارهم أخوالهم الجراهمة، ولكن الزمن الدوار قضى على بني إسماعيل بالتخلف والضعف١، فانتزع أخوالهم السلطة من أيديهم. غير أنهم لم يبلغوا _________ ١ ولم أر في ذلك شيئًا يعتمد، لكن عبارة ابن إسحاق في السيرة كما عند ابن هشام ١/ ١١٨: ثم نشر الله ولد إسماعيل بمكة، وأخوالهم من جرهم ولاة البيت والحكام بمكة، لا ينازعهم ولد إسماعيل في ذلك لخئولتهم وقرابتهم وإعظامًا للحرمة أن يكون بها بغي أو قتال، فلما ضاقت مكة على ولد إسماعيل انتشروا في البلاد فلا يحاربون قومًا إلا أظهرهم الله عليهم بدينهم فوطئوهم. ثم إن جرهمًا بغوا بمكة، واستحلوا....
1 / 47