191

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

الناشر

دار الندوة الجديدة بيروت

مكان النشر

لبنان

تصانيف

مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" ١. وجاء في الصحيحين أيضا أن رسول الله ﷺ قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" ٢. وقد بني بجانب المسجد حجرتان: إحداهما لسودة بنت زمعة، والأخرى لعائشة بنت أبي بكر. ولم يكن رسول الله ﷺ متزوجا غيرهما إذ ذاك، وكانت الحجرتان متجاورتين وملاصقتين للمسجد على شكل بنائه، ثم صارت تُبنى الحجرات كلما تزوج الرسول ﷺ على عدد زوجاته٣.

١ صحيح البخاري ٢/ ٣١٧، وصحيح مسلم ٣/ ٢١٧. ٢ صحيح البخاري ٢/ ٦١١، وصحيح مسلم ٥/ ٢١١. ٣ قال الحافظ ابن كثير في البداية ٣/ ٢٢٠: قال الحسن البصري: كنت أنال أطُول سقف في حجر النبي ﷺ بيدي. وقال السهيلي في "الروض": كانت مساكنه ﵇ مبنية من جريد عليه طين، بعضها من حجارة مصفوفة، وسقوفها كلها من جريد، وقد حكي عن الحسن البصري ما تقدم، وكانت حُجره من شعر مربوطة بخشب من عرعر. وفي تاريخ البخاري أن بابه كان يقرع بالأظافر فدل على أنه ليس لأبوابه حِلَق.. إلى آخر ما قال، قلت: وأما قول المؤلف لم يكن متزوجا غيرهما إذ ذاك؛ لعله يريد عاقدا عليهما، ولم يكن دخل بغير سودة.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: وكان موقف الرسول ﷺ وأصحابه المهاجرين -بعد أن تركوا وطنهم وخرجوا من ديارهم وأموالهم- موقفا دقيقا يتطلب الإخلاص والتضامن، ويقتضي أن يسود التعاون بينهم وبين إخوانهم الأنصار. وكان الأنصار -وهم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم- يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان

1 / 194