القول المبين في سيرة سيد المرسلين
الناشر
دار الندوة الجديدة بيروت
مكان النشر
لبنان
تصانيف
ركنه الليالي والعصور، والذي حماه الله من أصحاب الفيل بالطير الأبابيل١، وسيظل يحميه ويرعاه، ويهيئ له من يدافعون عن حرمه وحماه جيلًا بعد جيل، وقبيلًا في إثر قبيل، إلى أن تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ويقوم الناس لرب العالمين.
_________
١ أي الجماعات، وستأتي القصة في موضعها.
بدء بنائه ومحاولات تجديده: وتختلف الروايات حول بدء هذا البيت العتيق حتى إن بعض الرواة يرجعون به إلى الزمن الغابر البعيد، قبل أن يخلق آدم أبو البشر فيقولون: إن الملائكة ﵈ هم الذين تولوا بناءه١، ويذهب آخرون إلى أن آدم ﵇ هو أول من بناه، ويروون في ذلك حديثًا بسند يتصل إلى الرسول ﷺ أنه قال: "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتًا. فخط لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب، فلما بناه أوحى الله إليه أن يطوف به، وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت، ثم تناسخت القرون حتى حجَّه نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه" ٢. على أن هاتين الروايتين -أعني بناء الملائكة وبناء آدم البيت- موضع خلاف بين العلماء والمؤرخين. _________ ١ وهي مجرد أقاويل ليس فيها شيء منسوب للنبي ﷺ كما سيأتي. ٢ أخرجه البيهقي كما في "البداية والنهاية" ٢/ ٢٩٩ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا. ثم قال: قال البيهقي: "تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعًا". قلت -القائل ابن كثير-: وابن لهيعة ضعيف، ووقفه على عبد الله بن عمرو أقوى وأثبت، والله أعلم.
بدء بنائه ومحاولات تجديده: وتختلف الروايات حول بدء هذا البيت العتيق حتى إن بعض الرواة يرجعون به إلى الزمن الغابر البعيد، قبل أن يخلق آدم أبو البشر فيقولون: إن الملائكة ﵈ هم الذين تولوا بناءه١، ويذهب آخرون إلى أن آدم ﵇ هو أول من بناه، ويروون في ذلك حديثًا بسند يتصل إلى الرسول ﷺ أنه قال: "بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا لي بيتًا. فخط لهما جبريل، فجعل آدم يحفر وحواء تنقل التراب، فلما بناه أوحى الله إليه أن يطوف به، وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت، ثم تناسخت القرون حتى حجَّه نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع إبراهيم القواعد منه" ٢. على أن هاتين الروايتين -أعني بناء الملائكة وبناء آدم البيت- موضع خلاف بين العلماء والمؤرخين. _________ ١ وهي مجرد أقاويل ليس فيها شيء منسوب للنبي ﷺ كما سيأتي. ٢ أخرجه البيهقي كما في "البداية والنهاية" ٢/ ٢٩٩ من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا. ثم قال: قال البيهقي: "تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعًا". قلت -القائل ابن كثير-: وابن لهيعة ضعيف، ووقفه على عبد الله بن عمرو أقوى وأثبت، والله أعلم.
1 / 16