وقد اختلف العلماء في هذه الفترة. وأرجح الأقوال أنها أربعون يومًا فحسب١، ولكن هذه المدة على قصرها مرت على الرسول ﷺ وكأنها أربعون سنة. ولا عجب في ذلك، فقد اشتد به الشوق لنزول الوحي عليه، وخاف أن يكون الله قد حرمه من هذه النعمة الكبرى.
ولكن الله تعالى رحم محمدًا ﷺ من هذه الحيرة الأليمة، فعاد إليه الوحي. ونزل عليه قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبرْ﴾ ٢.
١ وليس في ذلك شيء يقطع به، فيما وقفت عليه، وانظر "فتح الباري" ١/ ٢٧.
٢ سورة المدثر، الآيات: ١-٢-٣-٤-٥-٦-٧.