108

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

الناشر

دار الندوة الجديدة بيروت

مكان النشر

لبنان

تصانيف

وقد اختلف العلماء في هذه الفترة. وأرجح الأقوال أنها أربعون يومًا فحسب١، ولكن هذه المدة على قصرها مرت على الرسول ﷺ وكأنها أربعون سنة. ولا عجب في ذلك، فقد اشتد به الشوق لنزول الوحي عليه، وخاف أن يكون الله قد حرمه من هذه النعمة الكبرى. ولكن الله تعالى رحم محمدًا ﷺ من هذه الحيرة الأليمة، فعاد إليه الوحي. ونزل عليه قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبرْ﴾ ٢.

١ وليس في ذلك شيء يقطع به، فيما وقفت عليه، وانظر "فتح الباري" ١/ ٢٧. ٢ سورة المدثر، الآيات: ١-٢-٣-٤-٥-٦-٧.

1 / 111