القول المبين في سيرة سيد المرسلين

محمد الطيب النجار ت. 1411 هجري
100

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

الناشر

دار الندوة الجديدة بيروت

مكان النشر

لبنان

تصانيف

إبراهيم وزرع إسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا آمنًا، وجعلنا الحكام على الناس. ثم إن محمدًا ابن أخي لا يوزن به فتى من قريش إلا رجح عليه شرفًا ونبلًا، وفضلًا وعقلًا، وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وعارية مسترجعة. وله في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك١. وكانت خديجة حينئذٍ في سن الأربعين٢. وقد ظلت مع الرسول ﷺ إلى أن بلغت سن الخامسة والستين ثم ماتت في العام العاشر من البعثة النبوية٣.

١ "المواهب اللدنية" ١/ ١٩٢، و"الروض الأنف" ١/ ٢١٣، وما مضى من المراجع. ٢ وقيل غير ذلك، وهذا هو الأشهر والأقوى.. وبه جزم ابن هشام، وقدمه مغلطاي والبرهان، ورواه ابن سعد. ٣ وانظر ترجمتها في: "طبقات ابن سعد" ٨/ ٥٢ ١/ ١٣١، "تاريخ الفسوي" ٣/ ٢٥٣، "المستدرك" ٣/ ١٨٢، "الاستيعاب" ١٨١٧، "أسد الغابة" ٢/ ٧٨، "الإصابة" ٢/ ٢١٣، وما قدمنا من المراجع.

بعض البشائر بنبوة محمد ﷺ من التوراة والإنجيل: وحسبنا أن نذكر في ذلك ما روي عن ثعلبة بن هلال، وكان من أحبار اليهود، حينما سأله عمر بن الخطاب ﵁ وقال له: أخبرني بصفات النبي ﷺ في التوراة. فقال: إن صفته في توراة بني هارون التي لم تغير ولم تبدل هي: أحمد من ولد إسماعيل بن إبراهيم، وهو آخر الأنبياء. وهو النبي العربي الذي يأتي بدين إبراهيم الحنيف، معه صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان، ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا بالصيحة.

1 / 103