24

المحجة في سير الدلجة

محقق

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

الناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

بيان ما تفوَّق به الصحابة ولهذا قَالَ بعض السَّلف: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بشيء وقر في صدره. وقال بعضهم: الَّذِي كان في صدر أبي بكر ﵁ المحبة لله ورسوله والنصيحة لعباده. وقال طائفة من العارفين: ما بلغ من بلغ بكثرة (صيام) (*) ولا صلاةٍ ولكن بسخاوة (الأنفس) (**) وسلامة الصدور والنصيحة للأمة. زاد بعضهم: وبذم نفوسهم. وقال آخر منهم: إِنَّمَا تفاوتوا بالإرادات ولم يتفاوتوا بكثرة الصيام والصلوات. وذُكر لأبي سليمان طولُ أعمار بني إسرائيل وضدة اجتهادهم في الأعمال، وأنَّ من الناس من غبطهم بذلك. فَقَالَ: إِنَّمَا يريد الله منكم صدق النية فيما عنده. أو كما قَالَ. وقال ابن مسعود لأصحابه: أنتم أكثر صومًا وصلاةً من أصحاب محمدٍ ﷺ، وهم كانوا خيرًا منكم. قالوا: وبما ذاك؟ قَالَ: كانوا أزهد منكم في الدُّنْيَا وأرغب في الآخرة (١).

(*) صوم: "نسخة". (**) النفوس: "نسخة". (١) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٥٠١)، والحاكم في "مستدركه" (٤/ ٣٥٠) وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في الشعب (٧/ ٣٧٤).

4 / 413