القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
74

القول المحرر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الناشر

مؤسسة النور للطباعة والتجليد

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَاتِيَهُمْ بَاسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَاتِيَهُمْ بَاسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَامَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾. فصل [في بيان أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب على كل مسلم بحسب قدرته] إذا علم ما ذكرنا من فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليعلم أيضًا أنهما واجبان على كل مسلم بحسب قدرته، كما تقدم في قول النبي ﷺ: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». وعلى هذا، فمن اقتصر على الإنكار بقلبه وهو قادر عليه بلسانه، فقد ترك الواجب عليه، وخالف أمر النبي ﷺ. وكذلك من اقتصر على الإنكار بلسانه وهو قادر عليه بيده، فإما الإنكار بالقلب فهو واجب بكل حال لا يعذر أحد بتركه، ومن لم ينكر المنكرات بقلبه بأن يبغضها، ويكرهها ويمقت فاعلها، فليس بمؤمن لقول النبي ﷺ «وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». وقال عبد الله بن مسعود ﵁: هلك من لم يعرف قلبه معروفًا، ولم ينكر منكرًا. رواه ابن جرير. وروى أبو نعيم في الحلية عن أبي الطفيل أنه سمع حذيفة ﵁ يقول: يا أيها الناس، ألا تسألوني، فإن الناس كانوا يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، أفلا تسألون

1 / 75