بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى: 1420هـ) ت. 1420 هجري
79

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

هذه أول دعوته، وهذه زبدتها، وهي أهم واجب، وأول واجب، وأعظم واجب، وكان بنو آدم على التوحيد من عهد آدم إلى عهد نوح ﵇ عشرة قرون، كما قال ابن عباس وجماعة، فلما اختلفوا بسبب الشرك الذي وقع في قوم نوح، بعث الله الرسل، قال الله ﷿: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ﴾ [البقرة: ٢١٣] (١) المعنى: كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان، فاختلفوا بعد ذلك، كما قال في آية أخرى في سورة يونس: ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا﴾ [يونس: ١٩] (٢) . فالمعنى: أنهم كانوا على التوحيد والإيمان، هذا هو القول الحق، ثم اختلفوا بعد ذلك بينهم بسبب دعوة الشيطان، إلى عبادة: ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. فلما وقع الشرك في قوم نوح

(١) سورة البقرة، الآية ٢١٣. (٢) سورة يونس، الآية ١٩.

1 / 81