74

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

فكيف لا تتركون الإشراك به، وتعبدونه وحده دون ما سواه جل وعلا، ومن هذا قوله سبحانه: ﴿قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ [المؤمنون: ٨٤ - ٨٥] (١) والآيات بعدها. فكل هذا تذكير من الله لعباده على يد رسوله محمد ﷺ بعظيم حقه، وبأسمائه وصفاته، وأنه ﷿ المستحق لأن يعبد لكمال قدرته، وكمال علمه وكمال إحسانه، وأنه النافع الضار، وهو القادر على كل شيء، المتفرد في أفعاله وأسمائه وصفاته عن المشابه والنظير جل وعلا. ولما بعث الله نبيه محمدا ﵊، بدأ دعوته بالتوحيد، كالرسل السابقين سواء، فقال لقريش: «يا قوم، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا» . هكذا بدأهم، ما أمرهم بالصلاة أو الزكاة أولا، أو ترك الخمر أو الزنا أو شبه ذلك.

(١) سورة المؤمنون، الآيتان ٨٤، ٨٥.

1 / 76