72

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

فإن رجعك الله: ردك الله، يعني: أن هذا العجل لا يرد قولا لمن كلمه وخاطبه، ولا يملك ضرا ولا نفعا، فكيف تصرف له العبادة لو كانت العقول سليمة وهذا المعنى في كتاب الله كثير جدا، يبين الله ﷾ لعباده أنه المستحق للعبادة لكماله وقدرته العظيمة، وأنه المالك لكل شيء والقادر على كل شيء، الذي يسمع دعاء الداعين، ويقدر على قضاء حاجتهم ويجيب مضطرهم، ويملك الضر والنفع، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ﷾. وقد بعث الله نبينا محمدا ﷺ وهو سيد الخلق، وأفضلهم، وإمام المرسلين، بعثه بما بعث به المرسلين الأولين: من توحيد الله، والإخلاص له، والدعوة إلى ذلك، وبيان صفاته وأسمائه، وأنه المستحق لأن يعبد جل وعلا، فكانت دعوته دعوة كاملة، قال جل وعلا: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [الأعراف: ١٥٨] (١) . وأنزل عليه

(١) سورة الأعراف، الآية ١٥٨.

1 / 74