33

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

يطهَر بالنار يخرجه الله منها إلى الجنة، بإجماع أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة، ومن سار على نهجهم.
أما في آية الزمر، فعمم وأطلق، فقال سبحانه: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: ٥٣] (١) . قال العلماء: هذه الآية في التائبين أما آية النساء فهي في غير التائبين، ممن مات على الشرك مصرا على بعض المعاصي، وهي قوله سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨] (٢) .
أما من مات على ما دون الشرك، كالزنا والمعاصي الأخرى، وهو يؤمن أنها محرمة، ولم يستحلها ولكنه انتقل إلى الآخرة ولم يتب منها، فهذا تحت مشيئة الله

(١) سورة الزمر، الآية ٥٣.
(٢) سورة النساء، الآيتان ٤٨، ١١٦.

1 / 35