54

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

لا إحساس لها بحاجة الداعين وسؤالهم، وما لديهم من ضرورات، فكيف تدعى من دون الله، فلهذا قال: ﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ - أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ [الشعراء: ٧٢ - ٧٣] (١) . ماذا أجابوا؟ حاروا وحادوا عن الجواب؛ لأنهم يعلمون أن هذه الآلهة ليس عندها نفع ولا ضر، وليست تسمع دعاء الداعين ولا تجيبه. فلهذا قالوا: ﴿بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء: ٧٤] (٢) ولم يقولوا: إنهم يسمعون أو ينفعون أو يضرون، بل حادوا عن الجواب، وأتوا بجواب يدل على الحيرة والشك، بل والاعتراف بأن هذه الآلهة لا تصلح للعبادة، فقالوا: ﴿بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [الشعراء: ٧٤] (٣) يعني: سرنا على طريقتهم وسبيلهم من غير نظر فيما قلت لنا. وهذا معنى قوله في الآية

(١) سورة الشعراء، الآيتان ٧٢، ٧٣. (٢) سورة الشعراء، الآية ٧٤. (٣) سورة الشعراء، الآية ٧٤.

1 / 56