53

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

المسرفين المفسدين في الأرض، ولكنهم لم يبالوا بهذه النصيحة، ولم يبالوا بهذا التوجيه، بل استمروا في عنادهم وضلالهم وكفرهم حتى أهلكهم الله بالصيحة والرجفة، نسأل الله العافية. وذكر ﷾ أيضا عن خليله: إبراهيم ﵊ شيئا من صفاته ﷿، وأنه ذكرها لقومه لينيبوا إلى الله، وليعبدوه ويعظموه، حيث قال ﷾ في سورة الشعراء: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ - إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ - قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ - قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ - أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ [الشعراء: ٦٩ - ٧٣] (١) . ينبغي الوقفة عند هذا فإن الله سبحانه بهذا يبين لهم أن هذه الأصنام لا تصلح للعبادة لأنها لا تسمع ولا تجيب الداعي، ولا تنفع ولا تضر لأنها جماد

(١) سورة الشعراء، الآيات ٦٩ - ٧٣.

1 / 55