45

بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدا عليه السلام

الناشر

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

تصانيف

فالطاغوت: هو الشيطان الذي دعا إلى عبادتهم، وزينها للناس.
فالرسل والأنبياء والملائكة، وكل صالح لا يرضى أن يعبد من دون الله أبدًا، بل ينكر ذلك ويحاربه، فليس بطاغوت، وإنما الطاغوت: كل ما عبد من دون الله ممن يرضى بذلك كفرعون، وإبليس وأشباههما ممن يدعو إلى ذلك، أو يرضى به. وهكذا الجمادات من الأشجار والأحجار والأصنام المعبودة من دون الله، كلها تسمى: طاغوتا؛ بسبب عبادتها من دون الله.
وفي هذا المعنى يقول ﷾: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥] (١) . وهذه الآية مثل الآية السابقة، يبين فيها سبحانه أن دعوةَ الرسل جميعا: هي الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده جل وعلا دون كل ما سواه، ولو كان

(١) سورة الأنبياء، الآية ٢٥.

1 / 47