296

الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

محقق

د. ولي الدين بن تقي الدين الندوي

الناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

تصانيف

"كان"، واسمه الضمير إليه ﷺ، أو بنصب "أجود" خبر "كان" واسمه الضمير إليه ﷺ، كذا في "القسطلاني" (^١).
قال الطيبي (^٢): فيه تخصيص بعد تخصيص للترقي، الأول: جوده على سائر الناس، الثاني: جوده في رمضان على جوده في غيره، الثالث: جوده عند لقاء جبرئيل.
(فيدارسه القرآن) والحكمة فيه ليكون سُنَّةً في عرض القرآن على من هو أحفظ منه، كذا في "القسطلاني" (^٣)، واختلف في أنه كان يدارس كل القرآن أو حسب ما نزل، والأوجه عندي الثاني، والبسط في هامش "اللامع" (^٤)، ثم الترجمة بعظمة الوحي من المدارسة واضح.
وأما على ظاهر الترجمة من البدء فلا يبعد أن يكون إشارة إلى البدء الزماني بأنه كان في رمضان، إذ يقولون بأن أول نزول جبرئيل في غار حراء كان في السابع عشر من رمضان، ولا يذهب عليك أن للكلام الإلهي مناسبة خاصة بشهر رمضان، ولذا يقولون: إن صحف إبراهيم ﵇ نزلت في غرة رمضان، أو في الثالث منه، وأعطي داود ﵇ الزبورَ في الثامن عشر أو الثاني عشر من رمضان، وأعطي موسى ﵇ التوراةَ في السادس منه، وأعطي عيسى ﵇ الإنجيلَ في الثاني عشر أو في الثالث عشر، كما ذكرتُ في رسالتي "فضائلِ رمضان" باللسان الأردي.
قال الحافظ (^٥): أخرج أحمد والبيهقي في "الشعب" عن واثلة بن الأسقع ﵁ أن النبي ﷺ قال: "أنزلت التوراة لِسِتٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان"، وهكذا نقله السيوطي

(^١) "إرشاد الساري" (١/ ١٢١).
(^٢) انظر: "شرح الطيبي" (٤/ ٢٠٩)، و"مرقاة المفاتيح" (٤/ ٦٠٠).
(^٣) "إرشاد الساري" (١/ ١٢٢).
(^٤) "لامع الدراري" (١/ ٥١٢ - ٥١٣).
(^٥) "فتح الباري" (٩/ ٥).

2 / 306