فيكم، والمعنى متقارب والآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية» (^١).
والبشرى للزوجة الصالحة:
فإن على الزوجة أن تتقي الله ﷿ في زوجها، وأن تقوم بحقوقه قدر الطاقة، وأن لا يحملها تقصير زوجها في حقها على مقابلة ذلك بالتقصير في حقه، وعليها أن تصبر وتحتسب، فالأجر عند الله عظيم فعن عبد الرحمن بن عوف ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفظتْ فَرجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيْلَ لَهَا: ادخُلِي منْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» (^٢).
وعن أنس بن مالك ﵁، عن النبي ﷺ قال: «أَلَا أُخبِرُكُم بِرِجَالِكُم فِي الجَنَّةِ؟» قُلنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قال: «النَّبِيُّ فِي الجَنَّةِ، وَالصِّدِّيقُ فِي الجَنَّةِ، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي نَاحِيَةِ المِصرِ لَا يَزُورُهُ إِلاَّ لِلَّهِ فِي الجَنَّةِ، أَلَا أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ؟» قُلنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «وَدُودٌ وَلُودٌ إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا قَالَت: هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ، لَا أَكتَحِلُ بِغُمضٍ حَتَّى تَرضَى» (^٣).
ثانيًا: حقوق الزوجة على زوجها:
للزوجة على زوجها حقوق عظيمة وجليلة، منها حقوق مادية، وهي: المهر،
(^١) تفسير القرطبي (٣/ ١٢٣، ١٢٤).
(^٢) رواه أحمد في المسند (١/ ١٩١) وقال محققو المسند: حسن لغيره، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١٩٣٢).
(^٣) رواه الطبراني في المعجم الأوسط (٢/ ٢٠٦) وقد جاء عن جماعة من الصحابة آخرين، لذلك حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٣٨٠) وفي صحيح الترغيب (١٩٤٢).
1 / 156