¬[المبحث السابع] وفاته
انتهى بابن حزم التَّطواف إلى قريته "منت ليشم" (^١) من أعمال مدينة لبلة، فلبث هناك "يبث علمه فيمن ينتابه بباديته تلك من عامة المقتبسين منه، من أصاغر الطلبة الذين لا يخشون فيه الملامة، يحدثهم ويفقههم ويدارسهم، ولا يدع المثابرة على العلم والمواظبة على التأليف، والإكثار من التصنيف حتى كمل من مُصنفاته في فنون العلم وقر بعير" (^٢).
وما زال ابنُ حزم على تلك الحال إلى أن توفي في آخر نهار الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة: ونقل أبو بكر محمد بن طرخان التركي عن أبي محمد عبد الله بن العربي أن ابن حزم توفي في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وأربعمائة (^٣)، لكن القول الأول هو الصواب الذي عليه إجماع المؤرخين (^٤).
وقال ﵀ يَنْعي نفسه حينما أحسَّ بدنوِّ أجله: