السعادة والفلاح في فهم مقاصد النكاح
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
تصانيف
عائشة ﵂: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة (^١).
وقد نالت ﵂ بحسن عشرتها ما لم ينله أحد، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة ﵁ قال: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ ﵍ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ (^٢).
والقصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، والصخب اختلاط الأصوات، والنصب: التعب، قال السهيلي: وإنما بشرها ببيت في الجنة من قصب - يعني قصب اللؤلؤ - لأنها حازت قصب السبق إلى الإيمان، لا صخب فيه ولا نصب، لأنها لم ترفع صوتها على النبي ﷺ ولم تتعبه يومًا من الدهر، فلم تصخب عليه يومًا ولا آذته أبدًا (^٣).
هذه بعض مواقفها ﵂ وأرضاها ختمنا بها هذا الفصل والمسك خير ختام.
* * *
_________
(^١) صحيح البخاري برقم (٣٨١٨) من حديث عائشة ﵂.
(^٢) صحيح البخاري برقم (٣٨٢٠)، وصحيح مسلم برقم (٢٤٣٢).
(^٣) البداية والنهاية لابن كثير ﵀ (٤/ ٣١٧).
1 / 20