السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

عبد الرحمن علي الحجي ت. 1442 هجري
52

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

الناشر

دار ابن كثير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

دمشق

تصانيف

بكل طريقة وبسلوكهم، معبّرين عن صدقهم، وحبهم لها ولصاحبها ﷺ. مثلما ورثوها وبثّوها وربّوا جيلهم عليها موكبا وراية، تعبيرا وهداية، عبادة ورعاية، كتابة وعناية، رواية ودراية، بناء وإعلاء، تتلقّاها الأمة جيلا بعد جيل، وهكذا. * سبل التعبير عن السيرة النبوية الشريفة: كان التعبير عن السيرة النبوية الشريفة ﷺ؛ لعهد الرسالة المباركة والصحابة الكرام والأجيال التي تلتهم، - وإلى أن يشاء الله، في وراثة هذه الأرض ومن عليها- بكل سبيل ميمون. وكذلك كان تماما الهدف منها، الحرص على تدوين أخبارها ودراستها وتحليلها، من كلّ جوانبها، بعمق وفقه وإقبال وتفتّح واحتمال، في ميادين مدرسة حياتية، يتبنّون معالمها، ويتجوّلون في مرابعها، وبأعلامها يحدون، وبعلامتها يهتدون، وفي دروبها يتواثبون. وكان حرصهم على ذلك أعلى من أي شيء يملكونه، وأغلى من حياتهم، بل هي كذلك لها فداء، فباركهم الله، وبارك أعمارهم وجهودهم وجهادهم وكافة أعمالهم. كان ذلك ثمرة لماجرياتها، وتحليلا لصفائها، وفقها لدروسها وعبرها، وتدقيقا لأخبارها، وتعميقا لمعانيها في النفوس، واستنباطا من آفاقها، بشمول وثقوب رأي. وإنما عبّروا عن معانيها بكل ذلك؛ لأن السيرة النبوية الشريفة- مع السّنّة المطهرة، بجانب كونها المصدر الثاني للتشريع، بعد القرآن الكريم- هي كذلك إيضاح وبيان للإسلام كله. ولقد عرضها القرآن الكريم بصيغة مشاهد وشواهد، في الآفاق والأعماق، موكبا سائرا في الحياة، يواكبه المسلم على الدوام ويشهده؛ ليستمده في حاله وماله، بفهم ثاقب، وفكر نيّر، وقلب مستيقظ، ونفس مطمئنّة إلى الله تعالى، ومتّجهة إليه على الدوام.

1 / 58