171

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

الناشر

دار ابن كثير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

دمشق

تصانيف

ودينه وجهازه ليذهب إلى المدينة لقتل رسول الله ﷺ، بسيف مسموم مصقول مشمول. ولكن الرسول ﷺ كان يحدثه في المسجد- وعمير يخفي نيته- كشف له، بما أوحى الله إليه، اتفاقه مع صفوان في الحجر (في الكعبة) فقال ﷺ: «تحمّلت له بقتلي على أن يعول بنيك ويقضي دينك، والله حائل بيني وبينك!» . قال عمير: أشهد ألاإله إلا الله وأشهد أنك رسول الله. يا رسول الله، كنا نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر، والحمد لله الذي ساقني هذا المساق، وقد آمنت بالله ورسوله. ففرح المسلمون حين هداه الله «١» . ٣- وشبيه بذلك إسلام نوفل بن الحارث بن عبد المطلب «٢» . وهو ابن عمّ رسول الله ﷺ. أسر يوم بدر كافرا، ولما فداه عمّه العباس أسلم. وكان أسنّ إخوته (أبو سفيان وربيعة) ومن سائر من أسلم من بني هاشم. ولقد ذكرت في إسلامه رواية أخرى أراها أجود، وقد رواها حفيده عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر، قال له رسول الله ﷺ: «افد نفسك» . قال: ما لي مال أفتدي به. قال ﷺ: «افد نفسك برماحك التي بجدّة» فقال: والله ما علم أحد أن لي بجدّة رماحا، بعد الله غيري، أشهد أنك رسول الله. ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح «٣» .

(١) أسد الغابة، (٤/ ٣٠٠- ٣٠١) . كذلك: الاستيعاب، (٣/ ١٢٢١)، رقم (١٩٩٧) . سبل الهدى، (٤/ ١١٠) . مغازي الواقدي، (١/ ٦٢)، (١٢٥- ١٢٧) . الإصابة، (٣/ ٣٦)، رقم (٦٠٥٨) . (٢) أسد الغابة، (٥/ ٣٦٩)، رقم (٥٣١٠) . الاستيعاب، (٤/ ١٥١٢)، رقم (١٥٤٢)، رقم (٢٦٤٢) . الإصابة، (٣/ ٥٧٧)، رقم (٨٨٢٦) . سير أعلام النبلاء، (١/ ١٩٩) . الخلفاء الراشدون، الذهبي، (١٥٥) . طبقات ابن سعد، (٤/ ٤٤- ٤٧) . سبل الهدى، ٤/ ١٠٥. (٣) أسد الغابة، (٥/ ٣٦٩) . كذلك: الاستيعاب، (٤/ ١٥١٢) . طبقات ابن سعد، (٤/ ٤٦) .

1 / 178