السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها
الناشر
دار ابن كثير
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ
مكان النشر
دمشق
تصانيف
الرواسي» . وأشار الرسول الكريم ﷺ بمناسبة نزول هذه الآية إلى عدد من الصحابة أنهم سيفعلون ذلك، ذكر منهم ابن أم عبد (عبد الله بن مسعود) .
وهذا يشير إلى معرفة الرسول الكريم ﷺ العميقة الدقيقة الوثيقة بالصحابة الكرام، معرفة نفوسهم بكل أبعادها وأمجادها واستعداداتها. وهو موضوع مهم «١» .
وعبد الله بن رواحة الذي بلغ من طاعته أنه كان قادما إلى المسجد والرسول ﷺ يخطب، فسمعه يقول: «اجلسوا» فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ ﷺ من خطبته. فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: «زاده الله حرصا على طواعية الله ورسوله» «٢» .
وهذا الاستعداد لتحمل الأمر الشاق كهذا، كان متوفرا لدى صحابة رسول الله ﷺ، ولكن الله تعالى عافاهم وعافانا من مثل هذه التكاليف.
وثمارها واضحة في السيرة الشريفة بكل وضوح، سلما وحربا وبذلا وإقداما والتزاما وتضحية بالنفس.
ومعلوم ما جرى للمسلمين يوم أحد، الذي كان يوم السبت للنصف من شوال السنة الثالثة للهجرة، حيث رجع الرسول الكريم ﷺ مساءه إلى المدينة، وقد أصيب المسلمون فيها بما لم يصابوه في أية معركة أخرى في حياة الرسول الكريم ﷺ، بما ناله من الأذى الشديد «٣»، وسالت الدماء ثم ما وقع من القتل في المسلمين. وفيها قتل عمّه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء ﵁. ومثّل بالعديد منهم، ولم يمثّل من المسلمين أحد.
وانظر قصة المرأة الدينارية، استشهد اعزّ الناس إليها: أبوها وأخوها
(١) التفسير، (٢/ ٦٩٨) وبعدها. (٢) سير أعلام النبلاء، (١/ ٢٣٢) . (٣) سيرة ابن هشام، (٣/ ٨٥- ١٠١) . (٣/ ٧٩- ٨٦) وبعدها، (١٢١) وبعدها.
1 / 137