السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
بصلاته أصنامهم وحجارتهم وأخشابهم التي يسمونها آلهة. لقد حرك ذلك التحدي شهوة الانتقام لدى المشركين .. وجدد محاولاتهم السابقة للإيذاء والتنكيل بل والقتل .. وقد تكفل بهذه المهمة طاغوت قريش وفرعون الأمة.
أبو جهل يمنع الصلاة
عندما نفخ صدره أمام أشباهه يومًا ثم نفث سمًا قائلًا: (لئن رأيت محمدًا يصلى عند الكعبة لأطأنَّ على عنقه، فبلغ النبى ﷺ فقال: لو فعل .. لأخذته الملائكة) (١).
ثم مشى ﷺ إلى بيت الله واثقًا من وعده .. وصلى وركع وسجد .. فعلم أبو جهل فمر برسول الله ﷺ فقال: (ألم أنهك عن أن تصلي يا محمَّد؟! لقد علمت ما بها أحد أكثر ناديًا مني. فانتهره النبي- ﷺ فقال جبريل: فليدع ناديه، سندع الزبانية، والله لو دعا ناديه، لأخذته زبانية العذاب) (٢).
لكن أبا جهل كان حاقدًا على النبوة .. حاقدًا على صاحبها لأنه ليس من أهل بيته .. لأنها ليست فيهم .. فليحطمها .. وليحطم صاحبها .. أبو جهل كان طافحًا بالحقد .. مشويًا بجمر الحسد .. يكاد يختنق .. كأن محمدًا ﷺ وأتباعه داخل صدره القاتم يمنعون عنه الهواء ويحطمون أضلاعه. عقد حاجبيه واسودت الدنيا أمامه (فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي ليطأ
(١) حديث صحيح. رواه البخاري (٤/ ١٨٩٦). (٢) إسنادُهُ صحيحٌ، رواه البيهقي (٢/ ١٩٢) وأحمدُ والترمذيُّ، من طريق: داود بن أبي هند عن عكرمة، عن ابن عباس، رواه ابن أبي هند القشيرى بالولاة، مصري ثقة متقن بالتقريب (١/ ٢٣٥) وشيخه هو التابعي المعروف مولى ابن عباس وعكرمة.
1 / 212