197

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

وفي السماء الخامسة شاهد رسول الله ﷺ أخاه هارون .. خليفة موسى في بني إسرائيل .. ووزيره وأخوه صلى الله وسلم عليهم جميعًا. فرحب به ودعا له بخير. وفي السماء السادسة لقي ﷺ أخاه موسى ﵇ .. وقد وصفه ﷺ فقال: مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران ﵇: (رجل آدم، طوال، جعد، كأنه من رجال شنوءة) (١). (فسلمت فقال: مرحبًا بك من أخ ونبى) (٢). لكن موسى ﵇ بكى بعدما صعد رسول الله ﷺ إلى السماء السابعة .. فقيل لموسى ﷺ، ما أبكاك. قال: (يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي) (٣). ولم يكن ذلك حسدًا من موسى .. فالحسد يموج هناك على وجه الأرض .. أما موسى فيبكى متحسرًا .. آسفًا لعناد أمته وتعنتها .. وقد كان يحب أمة محمَّد ﷺ ويعطف عليها .. يدلنا على ذلك حديث طويل جرى له مع رسول الله ﷺ حول عدد الصلوات المفروضة .. والتي بسبب موسى ﵇ خفف الله الصلاة عن أمة محمَّد من خمسين إلى خمس صلوات. في السماء السابعة وهي آخر السموات .. وفيها شاهد أباه إبراهيم مسندًا ظهره إلى

(١) حديث صحيح. رواه مسلم (الإيمان- الإسراء). (٢) حديث صحيح مر معنا. البخاري. بدء الخلق؟ (٣) حديث صحيح مر معنا. البخاري. بدء الخلق؟

1 / 199