170

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

ويقول ﷺ: (خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة) (١). خديجة أول من أسلم .. خديجة أول من صدق .. خديجة أول امرأة في الإِسلام .. خديجة أول زوج لرسول الله ﷺ .. وأول من بذل مالًا لمواساته ﷺ .. ترى كما بكاها من المسلمين والكافرين .. امرأة تحمل هذا القدر من الإخلاص والوفاء جديرة بالرثاء .. جديرة بالبكاء .. حمالة الحب لا حمالة الحطب .. ناءت بثقل فتت أكتاف رجال .. فرحمها الله ورضي عنها .. وهنيئًا لها (بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) (٢). لقد سافرت لتنال وعد الله .. أما زوجها ﷺ .. فتضاعفت مسؤوليته بعد أن انهد جدار كان يحميه .. ولباس كان يقيه .. ويد تمسح دمعه وتغسل جرحه .. وتدفعه للأمام. كانت خديجة تزاحمه ﷺ وتزاحم قلبه بالذكريات الجميلة .. تقول إحدى أمهات المؤمنين: (ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله ﷺ إياها) (٣) (كان النبي ﷺ يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول: إنها كانت وكانت) (٤). ليت شعرى كيف حزن فتاة طمس الكفار أخبارها .. خلف ذاك البحر غريبة .. في بلاد الأحباش معذبة شريدة .. تدعى رقية .. ابنة رسول الله ﷺ .. من يستشعر حزنها على أمها وأبيها وهي تموت بعيدًا عنها .. لا

(١) حديث صحيح. رواه مسلم ٤/ ١٨٨٦. (٢) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٢٨٠). (٣) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٨١٧). (٤) حديث صحيح. رواه البخاري (٣٨١٨).

1 / 172