السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

محمد الصوياني ت. غير معلوم
155

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

الناشر

مكتبة العبيكان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

تصانيف

فرية صدَّقها الأغبياء .. وصدَّقها العقلاء الذي حال بينهم وبن محمَّد ﷺ ضباب كثيف من التهم والتحذير قبل أن يلقوه .. ويسمعوا منه .. أحد هؤلاء العقلاء رجل من (أزدشنوءة) .. اسمه (ضماد) قدم مكة .. وكان (يرقي من هذه الرياح، فسمع سفهًا من سفهاء الناس يقولون: إن محمدًا مجنون .. فقال ضماد: آتى هذا الرجل لعل الله أن يشفيه على يدي، فلقيت محمدًا ﷺ، فقلت: إني أرقي من هذه الرياح، وإن الله يشفي على يدي من يشاء، فهلم. فقال محمَّد ﷺ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. فقال ضماد: والله لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات، فهلم يدك أبايعك على الإسلام، فبايعه رسول الله ﷺ، وقال له: وعلى قومك. فقال ضماد: وعلى قومي) (١). كلمات حق كشفت لهذا الطبيب كم هو مريض .. وكشفت له أي عملاق صادق ماثل أمامه .. ولقد قال ﷺ له ذلك لأنه ليس له موطئ قدم بمكة .. ولأن الإِسلام بحاجة إلى أمثاله من العقلاء ليتولوا نشر دين الله في أقوامهم.

(١) حديث صحيح. رواه مسلم.

1 / 157