السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
إن لمن ترحنا منه وأصحابه، لا أقطع إليك هذه النطفة (١) أبدًا، ولا أحد من أصحابي، فقال:
أين هو؟ فقال عمرو:
إنه يجيء مع رسولك، إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولًا. فوجدناه قاعد بين أصحابه، فدعاه، فجاء، فلما أتيت الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص. ونادى خلفي:
ائذن لحزب الله ﷿، فسمع صوته، فأذن له، فدخل ودخلت، فإذا النجاشي على السرير، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلًا من أصحابي فسكت وسكتنا، وسكت وسكتنا، حتى قلت في نفسي:
العن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم .. ثم تكلم، فقال:
نجروا -أي تكلموا. فقلت:
إن ابن عم هذا يزعم إنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدًا، أنا ولا أحد من أصحابي. فقال النجاشي:
يا أصحاب عمرو ما تقولون؟ قالوا:
نحن على ما قال عمرو. قال النجاشي:
يا حزب الله نجر.
فتشهد جعفر - والله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ.
(١) النطفة هي الماء الصافي، وربما أراد بها البحر.
1 / 135