السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة
الناشر
مكتبة العبيكان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
تصانيف
فخرجنا من عنده، وكان أبقى الرجلين فينا (١) عبد الله بن أبي ربيعة، فقال عمرو بن العاص: والله لآتينه غدًا بما أستأصل به خضراءهم (٢) إنهم يزعمون إن إلهه الذي يعبد عيسى بن مريم: عبد. فقال له عبد الله بن أبي ربيعة:
لا تفعل، فإنهم وإن كانوا خالفونا فإن لهم رحمًا، ولهم حقًا. فقال عمرو بن العاص: والله لأفعلن. فلما كان من الغد دخل عليه فقال:
أيها الملك إنهم يقولون في عيسى قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم رسولًا فاسألهم عنه، فبعث إليهم- ولم ينزل بنا مثلها، فقال بعضنا لبعض:
ماذا تقولون له في عيسى إن هو سالكم عنه؟ فقال:
نقول والله الذي قال الله تعالى فيه، والذي أمرنا به نبينا ﷺ أن نقول فيه، فدخلوا عليه، وعنده بطارقته، فقال:
ماذا تقول في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر:
نقول عبد الله ورسوله، وكلمته (٣)، وروحه (٤)، ألقاها إلى مريم العذراء البتول (٥)
فدلى النجاشي يده إلى الأرض، وأخذ عويدًا بين إصبعيه، فقال:
ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد (٦).
(١) أي أشفق وأرحم. (٢) أصلهم. (٣) كلمة الله: أي قول الله كن فيكون، كما قال لآدم كن فكان بلا أب ولا أم. (٤) روح الله، مثل قولك للكعبة إنها: بيت الله. (٥) العذراء المنقطعة عن الزواج. (٦) تصغير كلمة عود. أي أن عيسى هو كما وصفه القرآن الكريم.
1 / 130