القول المفيد على كتاب التوحيد

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
54

القول المفيد على كتاب التوحيد

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

محرم ١٤٢٤هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ ١ الآية.

فمن فوائد التوحيد: ١. أنه أكبر دعامة للرغبة في الطاعة؛ لأن الموحد يعمل لله- ﷾، وعليه، فهو يعمل سرا وعلانية، أما غير الموحد، كالمرائي مثلا، فإنه يتصدق ويصلي، ويذكر الله إذا كان عنده من يراه فقط، ولهذا قال بعض السلف: " إني لأود أن أتقرب إلى الله بطاعة لا يعلمها إلا هو ". ٢. أن الموحدين لهم الأمن وهم مهتدون، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ ٢. قوله: ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا﴾ أي: يخلطوا. قوله: " بظلم ": الظلم هنا ما يقابل الإيمان، وهو الشرك، ولما نزلت هذه الآية شق ذلك على الصحابة، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي ﷺ " ليس الأمر كما تظنون، إنما المراد به الشرك "٣ ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح- يعني لقمان -: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ٤٥. والظلم أنواع: ١. أظلم الظلم: وهو الشرك في حق الله. _________ ١ سورة الأنعام آية: ٨٢. ٢ سورة الأنعام آية: ٨٢. ٣ البخاري: استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (٦٩٣٧)، ومسلم: الإيمان (١٢٤)، والترمذي: تفسير القرآن (٣٠٦٧)، وأحمد (١/٣٧٨،١/٤٢٤،١/٤٤٤) . ٤ سورة لقمان آية: ١٣. ٥ من حديث ابن مسعود، رواه: البخاري: (كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة، ٢/٤٨٤) .

1 / 61