القول المفيد على كتاب التوحيد
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
محرم ١٤٢٤هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قال ابن مسعود: " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد ﷺ
_________
وقوله: ﴿ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ١ أي: ذلك المذكور وصاكم لتنالوا به درجة التقوى، والالتزام بما أمر الله به ورسوله ﷺ
· وقوله: قال ابن مسعود: "من أراد ... " إلخ: الاستفهام هنا للحث والتشويق، واللام في قوله: "فليقرأ" للإرشاد.
وقوله: "وصية محمد": الوصية بمعنى العهد، ولا يكون العهد وصية إلا إذا كان في أمر هام.
وقوله: "محمد ﷺ ": أي: رسول الله محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي ﷺ وهذا التعبير من ابن مسعود يدل على جواز مثله، مثل: قال محمد رسول الله ﷺ، ووصية محمد ﷺ ولا ينافي قوله تعالى: ﴿لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ ٢ لأن دعاء الرسول هنا أي: مناداته، فلا تقولوا عند المناداة: يا محمد! ولكن قولوا: يا رسوله الله! أما الخبر، فهو أوسع من باب الطلب، ولهذا يجوز أن تقول: أنا تابع لمحمد ﷺ، أو اللهم! صل على محمد، وما أشبه ذلك.
وقوله: "التي عليها خاتمه": الخاتم بمعنى التوقيع.
وقوله: "وصية محمد ﷺ "، ليست وصية مكتوبة مختوما عليها، لأن النبي ﷺ لم يوص بشيء، ويدل لذلك: أن أبا جحيفة سأل علي بن أبي طالب: " هل عهد إليكم النبي ﷺ بشيء؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة؛ إلا فهما يؤتيه الله تعالى رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة.
_________
١ سورة الأنعام آية: ١٥٣.
٢ سورة النور آية: ٦٣.
1 / 44