القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
الناشر
مكتبة الفهيد بجدة
رقم الإصدار
الثالثة ١٤٢٠ هـ
مكان النشر
السعودية
تصانيف
القاعدة الأولى
بعث واستثارة الشوق إلى الله
على مر الأيام والليالي يُخْلَقُ الإيمان في القلب (١) وتصدأ أركان المحبة فتحتاج إلى من يهبك سربالًا إيمانًا جديدًا تستقبل به شهر رمضان، واصل القدرة على فعل الشيء معونة الله ثم مؤونة العبد، ونعني بالمؤونة رغَبته وإرادته، فعلى قدر المؤونة تأتي المعونة.
وفي الحديث القدسي: "إذا تقرب العبد إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري.
فالبداءة من العبد ثم الإجابة حتمًا من الرب: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ .
فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله ﷿ حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقًا حلاوتها ولذتها، وأية لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن كل ذلك مبنيًا على معنى:
_________
(١) عن عبد الله بن عمر قال: قال ﷺ: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثواب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" رواه الطبراني والحاكم (صحيح الجامع) .
1 / 10