الرد الجميل على المشككين في الإسلام من القرآن والتوراة والإنجيل والعلم
الناشر
دار المنارة للنشر والتوزيع والترجمة
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
المنصورة - مصر
تصانيف
٧ - قواعد الحوار
عندما ندرس المحاورات التي سجلها القرآن العظيم نجده قد أرسى جملة قواعد
للحوار.
وللقرآن عناية خاصة بإرساء قواعد السلوك الإنساني، في الفكر.
والمعاملات، والأخلاق، لتعالج على هديها الجزئيات الحادثة، في بعدها المكاني والزماني.
ومن القواعد التي أسسها في موضوع الحوار هذه المبادئ:
١ - رفض أن يكون التقليد أساس الحوار.
والتقليد: اتباع على غير دليل.
ومن الطرائف في هذه المسألة ما ذكره الإمام الماوردي، في كتابه: أدب الدنيا والدين: أنه كان يناظر آخر في مسألة علمية، وذكر لها أدلتها الكاشفة، فما كان من ذاك الآخر إلا أن أنكر هذه الحجج، وقال: إنها باطلة، فلما سأله عن سبب بطلانها، فما كان منه
إلا أن قال: لأن شيخي لم يذكرها، وما لم يذكره شيخي فهو باطل!!
فالتفت الإمام الماوردي إلى من على جواره وقال: أفحمنى بجهله!!
هذا هو التقليد الذي حذر منه القرآن العظيم.
أليس القرآن كتاب حضارة، كما هو كتاب دين؟!!
لقد أكد القرآن على رفض التقليد، والتحذير منه، وبيان أنه مناقض للعقل وللعلم.
اقرأ في بيان مناقضته للعقل الآيتين ١٧٠ - ١٧١ من سورة البقرة:
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١) .
وفي بيان مناقضة التقليد للعلم الآية ١٠٤ من سورة المائدة.
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٠٤) .
٢ - ومن تلك القواعد رفض القرآن في أن يكون مقصد المحاور الغلبة ولو كانت
1 / 30