السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
ومحمد بن صالح بن دينار (ت ١٦٨ هـ).
وعبد الله بن جعفر المخرمي المدني (ت١٧٠ هـ).
وهؤلاء لم تصرح المصادر بتأليفهم كتبًا في السيرة بل أشارت إلى عنايتهم واهتمامهم بالتحديث بها (١).
لذلك لم أثبتهم ضمن أسماء المؤلفين في السيرة واكتفيت بهذه الإشارة إليهم.
هؤلاء هم الرواد الأوائل في كتابة السيرة، ويتضح من توثيق نقاد الحديث لأكثرهم ما تميزوا به من العدالة والضبط، وهما شرطان عند العلماء لتوثيق الرواة، فلئن كانوا قد وثقوا عند المحدثين رغم دقة شروطهم في التوثيق، ورغم ونظرتهم لهم على أنهم محدثون مادتهم الأحاديث وليسوا إخباريين مادتهم الأخبار، والنقاد يتشددون في مادة الحديث كثيرًا ويتساهلون في قبول الأخبار (٢) فإن هذا التوثيق يعطي كتاباتهم في السيرة قيمة علمية كبيرة.
لقد حفظ الله تعالى سيرة نبيه ﷺ من الضياع والتحريف والمبالغة والتهويل بأن هيأ لها جهابذة المحدثين ليعنوا بها ويدونوا أصولها الأولى قبل أن تتناولها أقلام المؤرخين والقصاصين، وهذه ميزة لمصادر السيرة لم تتوافر لغيرها من كتب التاريخ والأخبار.
ميزة لكون المحدثين ثقات مأمونين في الرواية، وميزة لكونهم علماء لهم مناهج واضحة في نقد الروايات سندًا ومتنًا، ولهم أسلوب يتسم بالجدية والبعد عن الحشو والمبالغة.
_________
(١) انظر: تراجمهم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢/ ٢٦٠، وتاريخ بغداد ١٢/ ٢٣٠، وتهذيب التهذيب ٨/ ٦٣ - ٦٧، و٥/ ١٧٢، ٦/ ٣٨٨، و١١/ ٢٩٣، وتاريخ التراث العربي ٢/ ٤٥٦.
(٢) أكرم العمري: مقدمة تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٤ - ٢٥.
1 / 65