149

السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية

الناشر

مكتبة العلوم والحكم

رقم الإصدار

السادسة

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

نفسُه في الله وهان على قومه، فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحَدٌ أحَد " (١). ثم اشترى أبو بكر بلالًا فأعتقه (٢). ويذكر عروة بن الزبير -إمام أهل المغازي- "أعتق أبو بكر ﵁ ممن كان يعذَّبُ في الله سبعة: عامر بن فُهيرة، وبلال، ونُذيرة، وأم عُبيس، والنَّهدية، وأختها، وجارية بني عمرو بن مؤمل" (٣). ومما ذكره عروة بن الزبير عن عذاب المستضعفين: أن أبا بكر مرَّ بالنَّهدية ومولاتها تعذبها، تقول: والله لا أعتقك حتى تعتقك حياتك. فقال أبو بكر فبكم؟ قالت: بكذا وكذا، فقال: قد أخذتها وأعتقتها. ثم قال للنهدية: ردي عليها طحينها. قالت: دعني أطحنه لها (٤)!! ويذكر عروة أيضًا: ذهب بصر زنيرة، وكانت ممن تعذب في الله ﷿ على الإسلام، فتأبى إلا الإسلام، فقال المشركون: ما أصاب بصرها إلا

(١) أحمد: المسند ١/ ٤٠٤ بإسناد حسن، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ٣/ ٢٨٤) وصححه الذهبي في السيرة النبوية ١٣٧ وفيه عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام (تقريب ٢٨٥) وله شاهد صحيح السند من مرسل مجاهد (مصنف ابن أبي شيبة ١٣/ ٤٧ - ٤٩). (٢) صحيح البخاري (فتح الباري ٧/ ٩٩) وابن أبي شيبة: المصنف ١٤/ ٣١٢ بإسناد صحيح لكنه من مرسل قيس بن أبي حازم ويقول: "اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواقِ وهو مدفون بالحجارة. قالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعنا، فقال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته". (٣) مصنف ابن أبي شيبة ١٢/ ١٠ بإسناد صحيح إلى عروة لكنه مرسل والطبراني: المعجم الكبير ١/ ٣١٨ - ٣١٩ وانفرد بوصله عن عائشة في المستدرك ٣/ ٢٨٤ وصححه ووافقه الذهبي. (٤) ابن إسحاق: السير والمغازي ١٩١ من مرسل عروة. والغالب أن أخبار أبي بكر (رض) إنما أخذها عروة عن خالته أم المؤمنين عائشة ﵂.

1 / 155