السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية
الناشر
مكتبة العلوم والحكم
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
من الظالم ورد الفضول على أهلها، وقد سمى الحلف بحلف الفضول. وإنما ورد في الحديث باسم حلف المطيبين لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول، وحلف المطيبين جرى قديمًا بعد وفاة قصي وتنازع بني عبد مناف مع بني عبد الدار على الرفادة والسقاية بمكة (١).
ومما يدل على ذلك أن النبي ﷺ صرَّح في بعض هذه النصوص بأنه لم يشهد للمشركين سوى حلف واحد.
ثم أن حلف المطيبين القديم لا يحمل من معاني الانتصار للعدالة مثل حلف الفضول الذي شارك فيه الرسول ﷺ، وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي ﷺ كان يومذاك في العشرين من عمره (٢).
ولا شك أن العدل قيمة مطلقة وليست نسبية، وأن الرسول ﷺ يظهر اعتزازه بالمشاركة في تعزيز مبدأ العدل قبل بعثته بعقدين، فالقيم الإيجابية تستحق الإشادة بها حتى لو صدرت من أهل الجاهلية.
زواجه من خديجة:
تشير روايات ضعيفة - بل معظمها واه - إلى تفاصيل تتعلق بزواج الرسول من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ﵂، وهي تحدد بداية التعارف بينهما عن طريق عمل الرسول ﷺ في تجارة خديجة، التي كانت ثرية تضارب بأموالها وقد ذهب بتجارتها إلى جرش مرتين (٣) - قرب خميس مشيط (٤) وكانت تابعة لليمن
_________
(١) البيهقي: السنن الكبرى ٦/ ٣٦٧ وانظر المعارف لابن قتيبة ٦٠٤.
(٢) ذكر ذلك في تاريخ سنة عندما وقعت حرب الفجار بين كنانة (ومعها قريش) وقيس عيلان وكان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار (سيرة ابن هشام ١/ ١٨٦وانظر الذهبي: السيرة النبوية ٣٠).
(٣) مستدرك الحاكم ٣/ ١٨٢ وصححه وأقره الذهبي، وفيه تدليس أبي الزبير وقد عنعن فالسند ضعيف.
(٤) معجم المعالم الجغرافية في السيرة ٨١ - ٨٢.
1 / 112