الهمة طريق إلى القمة
الناشر
دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
ج- الانهماك في تحصيل المال بدعوى التجارة وحيازة المال النافع للإسلام وأهله، ثم لا يلبث هذا الأمر أن ينقلب إلى تحصيل محض، وحب للدنيا والانغماس فيها، ومن ثَمّ يقسو قلب الشخص وتنحط همته.
د- تكليف الموظف نفسه بعملين: صباحيّ ومسائيّ بدون حاجة أو ضرورة ملجئة، وإنما دفعه لهذا حُب هذه الدنيا والتمتع فيها.
هـ- كثرة التمتع بالمباح، والترف الزائد، والترفل في النعيم، وكل هذه الأمور من العوامل الفتاكة القاضية على الهمّة مهما قيل في تبريرها وتعليلها.
ذكر ابن حجر ﵀ أن تاج الدين المراكشيّ- أحد فقهاء الشافعية (١) - كان قد «انقطع بالمدرسة الأشرفية ملازمًا للقراءة والاشتغال، صبورًا على ذلك جدًا، بحيث يمتنع عن الآكل والشرب (٢) والملاذ بسبب ذلك» (٣).
وهذه الأمور من المباحات قطعًا، ولكن ذلك الفقيه علم أن الإكثار منها والولع فيها سبب لسقوط الهمّة وضعف العمل.
_________
(١) محمد بن إبراهيم بن يوسف، تاج الدين المراكشي، الفقيه الشافعيّ، ولد بالقاهرة، بعد السبعمائة، وتقدم في الفنون، وكان طويل النفَس، كان مطموس العينين يبصر بإحداهما قليلًا، وكان يعطي الأجرة لمن يطالع له، توفي سنة ٧٥٢ رحمه الله تعالى. انظر «الدرر الكامنة»:٣/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
(٢) أي عن فضولهما.
(٣) «الدرر الكامنة»: ٣/ ٣٨٧.
1 / 52