الهمة طريق إلى القمة
الناشر
دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
جدة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
فاكتسب ﵁ بهمته في الطلب مجدًا عظيمًا، وهو أنه حفظ للناس أحاديث
رسولهم ﷺ، فأصبح حافظ الصحابة بلا منازع، بل أصبح راوية
الإسلام.
وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني (١) لغلامه:
«ياغلام: لا يكن همك ما تأكل وما تشرب، وما تلبس وما تنكح، وما تسكن وما
تجمع، كل هذا همُّ النفس والطبع فأين همُّ القلب، همك ما أهمك فليكن همك ربك
﷿ وما عنده» (٢).
وهذه - والله - من أعظم الوصايا للدعاة حتى لا تضعف همتهم أمام المغريات، لا
سيما وأن من أهم صفات الداعية مخالطته للناس والتأثير عليهم، فكم من داعية
انزلق في بحر هذه المغريات حتى أضحت الدعوة آخر اهتماماته.
ليس المروءة أن تبيت مُنعّمًا
وتظل معتكفًا على الأقداح
ما للرجال وللتنعم إنما
خلقوا ليوم كريهة وكفاح (٣)
وأما أمر ابن عباس ﵁ مع صاحبه الأنصاري فهو دليل على تفاوت الهمم
واختلاف مراتبها فقد قال ﵁:
_________
(١) الشيخ الإمام، الزاهد العارف القدوة، شيخ الإسلام، عَلَم الأولياء، محيي الدين، أبو محمد، عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الحنبلي، شيخ بغداد، ولد ب «جيلان» سنة ٤٧١، له الكرامات العجيبة والمواعظ المؤثرة، وقد تاب على
يديه خلق كثير، عاش تسعين سنة، وتوفي سنة ٥٦١ ببغداد رحمه الله تعالى. انظر «سير أعلام النبلاء»: ٢٠/ ٤٣٩ - ٤٥١.
(٢) إحياء فقه الدعوة، الراشد، مجلة المجتمع: العدد ١٣٦.
(٣) «محاضرات الأدباء»: ١/ ٤٨٨
1 / 20