المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها

عبد الله العفيفي ت. 1364 هجري
95

المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها

الناشر

مكتبة الثقافة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٥٠ هـ - ١٩٣٢ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أما صيحتها في القوم إن طالت رقدنهم، وهانت شوكتهم واطمأنت نخوتهم فأهون منها الوثوب على أنياب الأفاعي، وركوب أطراف الأسنة. وأي جبان أمة يسمع قول عفيرة بنت عفان: وإن أنتمو لم تغضبوا بعد هذه ... فكونوا نساء لا تعاب من الكحل ودونكمو طيب العرس فإنما ... خلقتم لأثواب العروس وللغسل فبعدًا وسحقًا للذي ليس دافعًا ... ويختال يمشي بيننا مِشْية الفحل أو يسمع قولها بين مستجر القنا وتحت ظلال السيوف: ألا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء. ويسمع قول حُكيم بن عمرو العبدي: فإن لم تنالوا نيلكم بسيوفكم ... فكونوا نساء في المُلاءِ المُخَلَّق أي جبان أُمة يستمع هذا القول وأشباهه من بين شفاه النساء فلا يترشف الدماء، كما يترشف الظماء برد الماء. ولما خرجت قريش إلى أحد لقتال رسول الله ﷺ خرج معهن نساؤهم يحملون الدفوف ويبكين على أصواتها المشجيات قتلى بدر فيوقدن بذلك نار الثأر في قلوب الرجال. ثم لما التقى الجيشان خاض المسلمون في أحشاء قريش، فانخلعت شُعيب قلوبهم وانحلت عُقد صفوفهم، وطرح لواؤهم تحت أقدامهم، فلم يقدم رجل على حمله، حتى كانت عَمْرة بنت علقمة هي التي أخذته فرفعته. فاجتمعت قريش حولها وهنالك أخذت هند بنت عتبة ومن حولها من نساء قومها يتغنين بالمُقيم المُقعد من الشعر. وكان من غنائهن:

1 / 99