منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
تصانيف
المبحث الثاني
منهج الشيخ في الاستدلال على مسائل الاعتقاد
المطلب الأول
مصادره
الكتاب والسنة هما مصدرا التشريع، والصراط المستقيم، والعلم النافع، والدواء الصالح، من تمسك بهما عُصِم، ومن تبعهما نجا، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢)﴾ النور: ٥١ - ٥٢، وقال النبي ﷺ: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه) (١).
والصحابة والتابعون ومن تبعهم كانوا يحثون على التمسك بالقرآن والسنة، والأخذ والاعتصام بهما، وترك ما خالفهما، وطرح الآراء المناوئة لهما جانبًا، وعالِمُنا كان على طريق هؤلاء السلف الذين ساروا في اعتقادهم وفق منهج علمي سليم مستمد من نصوص القرآن والسنة، ولهذا كان أول المصادر التي اعتمدها في الاستدلال: القرآن والسنة.
١ - القرآن الكريم:
عَرَّف الشيخ عبد الرزاق: القرآن في اللغة، بقوله: " القرآن: في الأصل مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنًا، ومعناه في اللغة: الجمع والضم قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨)﴾
_________
(١) أخرجه مالك في الموطأ (٢/ ٦٨٦)، كتاب القدر باب النهي عن القول بالقدر برقم (١)، وصححه الألباني بشواهده كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٤/ ٣١٦).
1 / 47