منهج ابن الأثير الجزري في مصنفه النهاية في غريب الحديث والأثر
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ممَّا تقدم يتبين لنا أنَّ دلالة المادة تنحصر فيما يلي:
١ - القلة والنُّدرة. وقد فسَّر الأزهري (١) حديث"بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء"بقوله: "أراد أنَّ أهلَ الإسلامِ حين بدأ كانوا قليلًا، وهم في آخر الزمان يَقِلُّون، إلا أنهم أخيارٌ".
٢ - البُعد: وقد فَسَّر ابن دريد (٢) حديث عمر: "هل من مُغَرِّبة خبرٌ"فقال: "أي: هل من خبر جاء من بُعْدٍ. وأحسَبُ أنَّ اشتقاق الغريب من هذا".
٣ - الحِدَّة: كما في حديث عائشة ﵂: "كلُّ خِلالها محمودٌ ما خلا سَوْرةً من غَرْبٍ كانت فيها (٣) ".
٤ - الطُّروء والحداثة: وقد ورد في المثل"ضربه ضَرْب غرائب الإبل" (٤) وذلك أنَّ الغريبةَ تزدحم على الحياض عند الورود، وصاحبُ الحوضِ يَطْرُدها ليحفظ الماء وفيرًا أمام إبله.
وقد تحدَّث الإمام الخطابي في مقدمة كتابه"غريب الحديث (٥) عن أسباب نشأة الغريب في حديث رسول الله ﷺ، وأشار إلى أنَّ الرسول ﷺ بُعِث مُبَلِّغًا ومُعَلِّمًا، فهو لا يزال في كلّ مَقامٍ يقومُه وموطنٍ يشهده، يأمر بمعروف، وينهى عن منكر، ويُفتي في نازلة،
_________
(١) تهذيب اللغة: ٨/ ١١٨.
(٢) الجمهرة: ١ / ٢٦٨.
(٣) انظر: التاج: (غرب) ٣ / ٤٥٦.
(٤) مجمع الأمثال: ٢ / ٢٦٠.
(٥) غريب الحديث له: ١ / ٦٨.
1 / 4