الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم في دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تصانيف
بدوي معلقًا على صنيع نولدكه: "فيما يخص الأسلوب، فلو كان مفيدًا في التمييز بين الفترات الطويلة فلن يفيد فيما يتعلق بالتمييز بين التتابع التاريخي للسور في فترة قصيرة في الواقع أن كل الفترة المكية لا توفّي إلا ١٢ سنة من ٦١٠ –٦٢٢م، فبأي حق ندعي إذًا التمييز بين أسلوب كاتب خلال ١٢ سنة فقط؟ ناهيك عن استطاعتنا التمييز في تلك الفترة بين ثلاث فترات قصيرة" ويختم بدوي قوله: "إنه من الشطط - إن لم يكن من الكذب - أن نزعم استطاعتنا ترتيب السور تاريخيًا في الفترة المكية حسب الأسلوب (١) .
وقد أدرك عدد من كبار المستشرقين عدم جدوى تطبيق قواعد النقد الأعلى والأدنى على النص القرآني. يقول المستشرق الإنجليزي آربرى في ذلك:
"أنا ألحّ على الرأي القائل بأن عملًا خالدًا كالقرآن لا يمكن أن يفهم بصورة أحسن لو أخضعناه لتجربة النقد الأدنى، إنه أمر خارج عن الموضوع أن تتوقع أن المواضع المطروحة في السور المستقلة سوف تنظم بعد عملية إحكام رياضي بعض الشيء لتشكل نموذجًا منطقيًا.
إن منطق الوحي ليس منطقًا مدرسيًا، فليس هناك "قبل" وبعد"في رسالة النبي، عند ما تكون هذه الرسالة صادقة فإن الحقيقة الدائمة لا يمكن أن
_________
(١) دفاع عن القرآن، ص ١٠٧-١٠٨، وللدكتور بدوي آراء أخرى في نقد نولدكه، انظر ص ١٠٧.
1 / 14