التمذهب – دراسة نظرية نقدية
الناشر
دار التدمرية الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العونُ (^١).
ومنه: قوله تعالى: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ﴾ (^٢)، وقوله تعالى: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ (^٣).
تعريف الانتصار للمذهب في الاصطلاح:
وَرَدَ لفظُ: (الانتصار)، أو (الانتصار للمذهب)، أو (نصرة المذهب) في تضاعيف مؤلفاتِ العلماءِ في وقتٍ مبكرٍ، يقولُ ابنُ حزمٍ (ت: ٤٥٦ هـ): "ثمَّ خَالفَ جميعُ متأخريهم - أي: متأخري الحنفية، فقالوا: بعدمِ مشروعيةِ التحبيسِ - هذا الإجماعَ، وخرقوه، وابتدعوا ضلالةً لم يسبقْهم إليها أحدٌ قبلَهم، فصاروا فرقتين ... الأخرى جعلتْ شغلها في دينِها البحثَ عمَّا ينصرون به أقوالَ أبي حنيفةَ" (^٤).
ويقولُ أبو الوفاء بنُ عقيلٍ (ت: ٥١٣ هـ): "فصل: في نصرةِ كلامِه - أي: الإمام الشافعي في تفسيره للبيان - والردِّ على مَن اعترضه" (^٥).
ويقولُ الطوفي (ت: ٧١٦ هـ): "وأدلةُ الفورِ والتراخي مِن الطرفين متقاربةٌ في القوة، ولكلٍّ منها اتجاه، فإنْ جازَ لنا نصرةُ المذهبِ الظاهرِ - وهو الفور - أجبنا عن أدلةِ أصحابِ التراخي" (^٦).
ويظهرُ أنَّ المرادَ بنصرةِ القولِ في كلامِ العلماءِ آنفِ الذِّكرِ هو
= (١٨/ ١٢٠)، والوافي بالوفيات للصفدي (١٣/ ٤٥)، وبغية الوعاة للسيوطي (٢/ ٢٩٧)، وطبقات المفسرين للداوودي (٢/ ٣٢٩)، وأبجد العلوم للقنوجي (ص/ ٦٠٣)، والأعلام للزركلي (٢/ ٢٥٥).
(^١) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، مادة: (نصر)، (ص/ ٨٠٩).
(^٢) من الآية (٤١) من سورة (الشورى).
(^٣) الآية (١٠) من سورة (القمر).
(^٤) الإعراب عن الحيرة والالتباس (٣/ ١٠٩٦).
(^٥) الواضح في أصول الفقه (١/ ١٨٥).
(^٦) شرح مختصر الروضة (٢/ ٣٩٣).
1 / 145