فصاح رجب: ألا تفهم حقا؟ - اسكت أنت. - ألم تفهم أنه مصمم على الانتقام مني؟ - اسكت أنت. - لقد جن ولا فائدة من مناقشة مجنون. - قلنا لك اسكت. - فلتدك السموات على الأرض قبل أن أسمح لمدمن مجنون بأن يدمر مستقبلي.
وأرادت سمارة أن تقول شيئا ما، ولكن رجب لوح نحوها بقبضته غاضبا وصاح: ماذا تريدين يا رأس البلوى؟
فانكمشت في ذعر، أما رجب فانقلب وحشا مجنونا ووثب الافتراس من سحنته، ثم صرخ: إذا لم يكن من تهمة القتل بد فلتكن جريمة قتل حقيقية.
تكتل الرجال حوله في تصميم، وجعل أحمد يقول يائسا: كارثة! ستقع كارثة فتقتلعنا جميعا.
وظهر عم عبده مرة أخرى وهو يقول: وحدوا الله!
فصاح به أحمد نصر: غر! اذهب بعيدا وإياك أن تعود!
ولما ذهب العجوز قال لأنيس: أنيس، ها أنت ترى، باسم صداقتنا أعلن أنك لا تعني ما تقول.
فقال أنيس بإصرار: لن أتراجع أبدا. - دينك ودين أهلك!
والتفت نحو سمارة داعيا إياها بنظرة جزعة وجلة إلى التدخل، وتركزت الأنظار عليها واضحة في حثها على الكلام وفي تحميلها مسئولية ما وقع معا. وركبها القهر والحرج. ونظرت نحو أنيس، وازدردت ريقها، ثم همت بالكلام ولكنه سبقها قائلا: لا تراجع، أقسم لكم على ذلك!
وهجم رجب محاولا فك الحصار المضروب حوله ليثب عليه، ولكنهم شددوا في حصاره وقبضوا على ذراعيه ووسطه، وبذل كل قوته للتخلص من أيديهم دون جدوى، وعند ذاك قام أنيس ثم سار نحو باب المرافق فاختفى دقيقة، ثم رجع قابضا على سكين المطبخ ووقف بين الباب والفريجيدير متوثبا للدفاع عن نفسه حتى الموت، وصرخت النساء، وهددت سنية باستدعاء البوليس عند أول بادرة شر، وضاعفت السكين من ثورة رجب فانهال على أنيس سبا وقذفا، وكرر المحاولة للوثوب عليه حتى صاح خالد عزوز: يجب أن نذهب في الحال.
صفحة غير معروفة