فادرأ الهم ما استطعت عن النف
س فحملانك الهموم جنون
فقالت فيما يشبه الظفر: إذن هي الهموم.
قال مصطفى راشد بإصرار: إننا نواجه هموم حياتنا اليومية بكل همة، لسنا تنابلة، نحن أرباب أسر ورجال أعمال.
تلوح الدنيا غريبة، وتزداد غرابة عند تداول الأفكار. الهموم والتنابلة والأكليشيهات. والمساطيل يتناقشون بأعين محمرة. واختفى القمر تماما، ولكن سطح الماء يضيء بلألائه كأنه بشاشة سعادة مجهولة. ماذا تريد المرأة؟ وماذا يريد المساطيل؟ يقولون وقت فراغ، وتقول إدمان، وعجيب ألا تهتز العوامة بهذا النقاش وهي تميد تحت وقع قدم فوق الصقالة.
وجاء عم عبده فأخذ الجوزة ليغير ماءها ثم أعادها وذهب. ونظر أنيس إلى لآلئ الماء وابتسم. انتبه إلى صوت سمارة هي تناديه، فنظر إليها ويداه لا تكفان عن العمل. قالت: أود أن أسمع رأيك أنت؟
فقال ببساطة: تزوجي يا آنسة!
فضحكوا. إنها تفضل دور الواعظة، قال رجب. ولكنها أصرت على ألا ترتبك ، وجعلت تستحث أنيس على الإجابة بعينيها. وانصرف عنها إلى ما بين يديه. لماذا واحد وواحد يساويان اثنين؟
امرأة مزعجة تقتحم علينا بديهيات الحياة. ماذا تريد؟ وكيف يمكن أن ننسطل في مطاردة مستمرة حامية؟ ولما يئست منه تحولت إلى مصطفى قائلة: حق أنكم تواجهون هموم حياتكم اليومية بكل همة، ولكن ماذا عن الحياة العامة؟ - تعنين السياسة الداخلية؟ - والخارجية!
فقال خالد عزوز متهكما: وسياسة العالم، لم لا؟
صفحة غير معروفة